السبت 2017/02/25

آخر تحديث: 08:15 (بيروت)

لماذا منع لبنان لعبة MMA؟

السبت 2017/02/25
لماذا منع لبنان لعبة MMA؟
تعتبر من أكثر الرياضات خطراً (Getty)
increase حجم الخط decrease
أصدر وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، الخميس 23 شباط، قراراً بمنع رياضة الفنون القتالية MMA في لبنان، بسبب طابعها العنيف. فما هي هذه الرياضة؟

تستمد MMA أساليبها القتالية، من مجموعة من الرياضات الأخرى، كالكاراتيه، الجودو، الماوتاي، والمصارعة الحرة. وتعتبر من أكثر الرياضات خطراً، لأنها تسمح بهامش واسع من الاستراتيجيات القتالية، كالركل واللكم، القتال بالمسكات أو ما يسمى بالمصارعة القذرة، بالإضافة إلى إسقاط Take–Down وسحق الخصم، والمصارعة الإخضاعية التي يستغل فيها المصارع وجود خصمه على الأرض، وينقض عليه بوابل من الضربات حتى يفقد الخصم وعيه.


تعتبر Pankration التي كانت معتمدة عند اليونانيين القدماء وانتقلت لاحقاً إلى الحضارة الرومانية، أول شكل بدائي من اللعبة، إذ نظمت أول مباراة من Pankration في دورة الألعاب الأولمبية اليونانية في العام 648 قبل الميلاد. منع يومها المصارعون من العض وقلع العيون، وقد سمُح كل شيء آخر، بالإضافة إلى صلاحية استخدام جنزير لخنق الخصم عند تثبيته.

أما في العصر الحديث، فارتبط ظهور اللعبة مجدداً، بتنظيم مباريات بين لاعبي رياضات قتالية مختلفة، كما حصل في العام 1852 عندما تبارى مصارعو  Savateurs (لعبة قتالية تعتمد على الركل حصراً) مع مصارعي Bare–knuckle (لعبة قتالية تعتمد على اللكم). ثم بعد سنوات نظّمت مباريات بين لاعبي Savateurs ولاعبي جودو، كاراتيه وماوتاي.


خلال الستينات والسبعينات ظهر بروسلي الذي أسس مصارعة الجيت كون دو، المتحدرة من مصارعة الوينغ شان والملاكمة الإنكليزية. آمن بروسلي بأن أفضل المصارعين ليسوا ملاكمين، ولا لاعبي كاراتيه أو جودو، إنما الذين يتمكنون من التأقلم مع أساليب قتالية مختلفة، وأسلوبهم الوحيد في القتال هو "اللاأسلوب". بعد عقود من تأسيس بروسلي اللعبة، في العام 2004، قالت دانا وايت، رئيسة جمعية المصارعة الحرة UFC، إن بروسلي هو الأب الحقيقي لـMMA.


شهد العام 1976، مباراة تاريخية بين محمد علي، والمصارع الياباني أنطونيو إينوكي. وكان الثاني قد واجه عدداً من اللاعبين المنتمين إلى مدارس قتالية مختلفة، في محاولته إثبات أن المصارعة Wrestling هي اللعبة القتالية الأقوى بين جميع الألعاب. قبل المباراة، كان الإتفاق أن ينهزم محمد علي أمام المصارع الياباني الذي يلعب على أرضه. لكن محمد علي قرر أن يحول القتال إلى قتال جدي، رافضاً الخسارة.


لاتزال هذه المباراة التي فاز فيها المصارع الياباني، محفورة في ذاكرة محبي اللعبة، خصوصاً أنه لم يكن فيها أي موانع على الركل والمسك والإسقاط. ما جعلها نموذجاً لمباراة MMA بكل معنى الكلمة.

عندما نظمت بطولات جدية من هذا النوع في الثمانينات والتسعينات، بدأ التضييق على اللعبة، وشهد عقد التسعينات موجة إنتقادات واسعة لأسلوب اللعبة العنيف بعد عدد من الحوادث. ما أدى إلى منعها في بعض الولايات الأميركية، وفي بلدان عديدة حول العالم.


إلا أن الألفية الثالثة شهدت تشريع اللعبة مجدداً في الولايات المتحدة، حيث دخلت في جمعية UFC للمصارعة الحرة وأخذت طابعاً شبيهاً لها. لكن إلى اليوم لا رأي واحداً في شأن MMA، فرغم أنها مسموحة في عدد كبير من الدول، منها اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، لاتزال تتعرض للمنع من وقت إلى آخر في دول أخرى، كما حصل مؤخراً مع فرنسا وقبلها تايلاند اللتين منعتا اللعبة في العامين 2012 و2015. وقرر لبنان اليوم أن يحذو حذوهما.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها