لماذا يهدد النجمة بالإنسحاب من الدوري؟

لاحقاً، اختار الاتحاد ملعب طرابلس كمسرحٍ لاستضافة كلاسيكو الكرة اللبنانية، وهذا ما رفضه فريق النجمة بشدة، معتبراً أنه المُضيف ومن حقه هو اختيار الملعب. أمام هذا الواقع وجد القيمون على اللعبة أنفسهم في مأزق، فبلدية صيدا ترفض استضافة المباراة على أرضية ملعبها البلدي، والمدينة الرياضية في بيروت تخضع لورشة صيانة استعداداً لاستضافتها مباريات منتخب لبنان في تصفيات كأس آسيا، التي تبدأ في نهاية شهر آذار 2017. فيما الملعب البلدي في العاصمة مُغلق وملعب جونيه لا يفي بالغرض، فقرروا في نهاية الأمر اعتماد ملعب المرداشية في زغرتا. ما دفع إدارة الفريق الأكثر شعبية في لبنان، إلى التلويح بالانسحاب من البطولة، بعد اجتماع عقد في مكتب نائب الرئيس صلاح عسيران، معتبرةً أن على الاتحاد القيام بواجباته وعدم الكيل بمكيالين.

"خيارنا الوحيد هو اللعب في مدينة صور. المدينة الرياضية في بيروت مقفلة كما يعلم الجميع، وملعب صيدا البلدي لا يستقبل مباراةً من هذا النوع، لذا وقع الاختيار على ملعب صور، ليكون أرضنا في هذه الموقعة"، يقول أمين سر نادي النجمة سعدالدين عيتاني لـ"المدن". يضيف: "أرسلنا كتاباً رسمياً إلى الاتحاد فور تسمية ملعب المرداشية في زغرتا، نُعرب فيه عن تمسكنا بلعب المباراة في صور، أو تأجيلها إلى موعدٍ لاحق على أن تُلعب على أرضية المدينة الرياضية في بيروت".

موضوع رفض اللعب في زغرتا جاء "بناءً على هواجس ومعطيات مشتركة بيننا وبين الأنصار، وقد أبلغنا بها المسؤولين عن اللعبة، الذين اصغوا إلينا بإيجابية وانفتاح"، يقول الإداري في النادي البيروتي، الذي نفى أن يكون فريقه قد تبلغ أي قرارٍ رسمي نهائي من طرف الاتحاد بإعادة المباراة إلى صور حتى اللحظة. ويختم عيتاني حديثه إلى "المدن" بالقول: "نحن لا نهدد بالانسحاب من البطولة. نادي النجمة هو من أكثر الأندية حرصاً على مصلحة اللعبة ونجاحها".

بدوره رفض الاتحاد اللبناني بشخص أمينه العام جهاد الشحف، التعليق على الأخذ والرد، واكتفى بالقول في اتصال مع "المدن": "ستُقام المباراة في الزمان والمكان اللذين تم تحديدهما في تعميم الاتحاد الأخير، أي ظهر نهار الأحد في مدينة صور".

والحال أن هذه المشكلة تضاف إلى سلسلة المشاكل التي أصابت كرة القدم اللبنانية، وأوصلتها إلى الحضيض. فإضافة إلى سوء إدارة اللعبة وتسييرها، نظام التواقيع الأبدي مع اللاعبين وعديد من المشاكل الأخرى، عكست هذه الأزمة عدم أهلية أغلبية الملاعب اللبنانية لاستقبال مباريات حساسة، في ما يُمكن اعتباره، المسمار الأخير الذي يُدقّ في نعش اللعبة الشعبية الأولى في لبنان.