الخميس 2017/02/23

آخر تحديث: 07:58 (بيروت)

الزحمة أفضل مع الدراجات الهوائية

الخميس 2017/02/23
الزحمة أفضل مع الدراجات الهوائية
تستخدم مجموعة The Chain Effect جدران المدينة منبرٍاً لها
increase حجم الخط decrease
التفاقم المستمر لأزمة السير في لبنان، وبيروت تحديداً، دفع الناس إلى التأقلم مع الواقع. إلا أن أقلية من اللبنانيين ترفض الإنصياع إلى هذا الواقع، الذي يفرض عليهم تمضية أوقات طويلة في زحمة السير. من هؤلاء، مجموعة The Chain Effect، التي تسعى إلى ترويج ثقافة الدراجة الهوائية كوسيلة نقل مستدامة في بيروت، ومناطق لبنانية أخرى.

The Chain Effect أو تأثير الجنزير (أي جنزير الدراجة الهوائية)، هي جمعية في طور الإنشاء، تضم شباباً لبنانيين يستخدمون الدراجة الهوائية وسيلة نقل يومية. إبراهيم عزام، أحد أعضاء الجمعية، يتنقل يومياً من مكان سكنه في الشويفات إلى مكان عمله في الحمرا على دراجته. ويروي، في حديث إلى "المدن"، كيفية اتخاذه هذا القرار: "في يومٍ من الأيام، قررت بيع سيارتي ودراجتي النارية، واشتريت دراجة هوائية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت الدراجة وسيلة النقل شبه الوحيدة التي استعملها، حتى في الرحلات الطويلة والبعيدة، حيث أقطع يومياً مسافة تراوح بين 25 و40 كلم على الدراجة".

أما السبب الذي دفع عزام إلى تغيير نمط تنقله، والذي إنعكس تغييراً في نمط حياته بشكل عام، فهو عدم قدرته على احتمال أزمة السير وما تستتبعه من توتر وتضييع للوقت والطاقة. ورغم أن التنقل عبر الدراجة الهوائية يستهلك أحياناً وقتاً أطول من وسائل النقل الأسرع، لكن الساعات التي يمضيها في تحريك العجلة "ليست وقتاً ضائعاً لأنها تسمح لي بممارسة الرياضة"، وفق عزام.

ما يطمح إليه عزام وسائر أعضاء الجمعية، هو تعميم تجربتهم الخاصة مع الدراجة الهوائية على المجتمع اللبناني. ومن هذه التجربة استخلصت المجموعة رؤيتها عن بيروت أجمل وأنظف من بيروت الحالية. ويوضح عزام هذه الرؤية: "نسعى إلى تشجيع الناس على اعتبار الدراجة وسيلة نقل مرغوبة، مريحة، ومتوافقة بشكل مثالي مع نمط الحياة في بيروت، التي ستتحول إلى مدينة أنظف وأكثر فعالية وأمتع للعيش والتنقل". لذلك، ارتأت المجموعة الترويج لثقافة الدراجة الهوائية من خلال ثلاث وسائل رئيسية هي: "فن الشارع، المشاريع الاجتماعية والتخطيط المدني".  



تستخدم مجموعة The Chain Effect جدران المدينة منبراً لها، فتملؤها برسوماتٍ وغرافيتي تصب في هدف "بناء الثقافة النامية لركوب الدراجة"، وفق عزام. وتتمثل هذه الإستراتيجية التسويقية بـ: "نعمد إلى نشر رسوماتنا في المناطق المزدحمة، فحين يكون المواطنين عالقين في زحمة سير ويرون رسوماتنا، قد يدفعهم ذلك إلى الاستغناء عن سياراتهم واعتماد الدراجات بدلاً منها".

أما المشاريع الاجتماعية التي ينفذها الفريق أو يسعى إلى تنفيذها في المستقبل، فتتمثل بورشات عمل لتعليم الأطفال والكبار تصليح دراجاتهم الهوائية، وتنظيم برامج توعية تستهدف المدارس والجامعات، بالإضافة إلى معارض صور ورسم تتمحور حول هذه القضية. وستنظم في صيف 2017 نشاط Cycle Hack في بيروت، وهو حدث عالمي، يخصص يوماً في العام لركوب الدراجة عوضاً عن السيارة.

تدعو المجموعة، في شتى مشاريعها، اللبنانيين إلى "إعادة التفكير بعاداتهم في التنقل في مدينة صغيرة مزدحمة كبيروت"، وفق عزام الذي يشير إلى أن هدف الجمعية على المدى الطويل هو "بناء النقاش حول ركوب الدراجات في المدن بين المخططين وصناع القرار والمواطنين، والعمل نحو تعميم التخطيط لاستعمال الدراجات وإنشاء البنية التحتية لها". وتختلف هذه المبادرة عن غيرها من المبادرات المعنية بركوب الدراجة الهوائية، بأنها تسعى إلى نشر ثقافة الدراجة كوسيلة نقل، وليس كنوع من أنواع الرياضة فحسب. لهذا، ستعمد المجموعة إلى بناء علاقات مع الوزارات والجهات الرسمية وغير الرسمية المعنية بالتخطيط والتنظيم المدني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها