الأربعاء 2017/02/22

آخر تحديث: 09:03 (بيروت)

المتدربون يتحدّون السخرة

الأربعاء 2017/02/22
المتدربون يتحدّون السخرة
يريد المتدربون وضع حد للعمل غير المدفوع (Getty)
increase حجم الخط decrease
غالباً ما يشعر المتدربون في مؤسسة ما، بالغبن والاستغلال، فهؤلاء الذين يدخلون سوق العمل للمرة الأولى بحماسة وشغف، سرعان ما يكتشفون أن الواقع ليس على قدر توقعاتهم. أحياناً يمضون الوقت في إعداد القهوة، وأحياناً أخرى يلقي عليهم أصحاب العمل بمهماتٍ صعبة، من دون أي مقابل مادي.

لم تختف السخرة، في القرن الواحد والعشرين، بل اتخذت شكل التدريب (Internship). وقد بدأت هذه القضية تتفاعل على الصعيد العالمي، مع تأسيس "الائتلاف العالمي للمتدربين"، الذي وجد في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، والذي صادف الإثنين 20 شباط، فرصةً مناسبةً للاحتجاج ضد نظام التدريب الرائج دولياً، وذلك عبر تنظيم إضراب عالمي شمل عدداً من المدن الأوروبية والأميركية.

نظمت تظاهرات عدة في مدن مثل نيويورك، بروكسيل، وجنيف، حيث تجمع الشباب بلافتاتهم وشعاراتهم المطالبة بوضع حد للعمل غير المدفوع، أمام مباني الاتحاد الأوروبي، ومقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقد استهدف هذا الإضراب، وفق البيان الذي أصدره الائتلاف، "الحكومات، المنظمات الدولية، أصحاب العمل، والنقابات العمالية"، ودعاها إلى معالجة نظام التدريب "الرديء وغير المدفوع". وقد فازت هذه الحملة بدعم بعض أعضاء البرلمان الأوروبي كممثلة الحزب الأخضر النمساوي Ulrike Lunacek، والنائبة الألمانية Terry Reintke المنتمية أيضاً إلى الائتلاف الأخضر في بروكسل، وعضو التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي Brando Benifei. وقد غردت Lunacek على حسابها في تويتر: "حان الوقت لوقف التدريب غير المدفوع، لأن الشباب أيضاً يحتاجون إلى الطعام ودفع إيجار سكنهم!".



يضم الائتلاف العالمي للمتدربين، الذي تأسس في العام 2013، نحو عشرين منظمة أوروبية، أميركية وكندية، تهدف إلى تحسين شروط العمل والمطالبة بحقوق المتدربين، ومنها المبادرة العادلة للتدريب التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الحقوق العمالية للمتدربين في الولايات المتحدة، والمنتدى الأوروبي للشباب. وتضم هذه الشبكة الشبابية مجموعات يسارية واشتراكية مثل منظمة الشباب الاشتراكي في أسبانيا التابعة لحزب العمال الاشتراكي الإسباني PSOE.

لم تقتصر دعوة الائتلاف على الإضراب عن العمل، بل دعا إلى اتخاذ خطوات مختلفة في المدن المختلفة، كالإنسحاب من مكان العمل، وتنظيم الاعتصامات والتظاهرات والندوات والاجتماعات، وفق موقع الحملة. وقد اتجه الائتلاف إلى إطلاق هذه الدعوة العالمية "لتسليط الضوء على قدرتنا المتنامية وللتعبير عن إرادتنا بتسجيل موقف". ويأتي هذا التحرك في ظل ارتفاع البطالة التي باتت تطال 71 مليون شاب في العالم"، وفق منظمة العمل الدولية. ورفع الشباب في تحركاتهم شعارات مثل "المتدربون ليسوا عبيداً"، و"اجعلوا التدريب المجاني غير شرعي".



لكن هذه المبادرة اقتصرت على العالم الأول، رغم أن ظروف العمل والتدريب في العالم الثالث، بما فيها الدول العربية، ليست أفضل من تلك التي احتج ضدها الشباب الأوروبي والأميركي. فهل نشهد تحركات مماثلة في العالم العربي ولبنان في المستقبل؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها