اجتمع دالي وشياباريلي، في عددٍ من الأعمال، قبل أن يصبح تعاون المصممين مع الفنانين التشكيليين أمراً رائجاً. ومن خلال لمسة شياباريلي، تجسدت تأملات دالي السوداوية حول الوقت، والطبيعة البشرية، في أزياءٍ غير مألوفة، يغلب عليها طابع الخيال والوهم. وقد جاءت حصيلة هذا التعاون على شكل أزياء سريالية، شبيهة بالخدع البصرية، مثل فستان الكركند (طبع عليه رسم حيوان الكركند)، قبعة الحذاء (قبعة على شكل حذاء نسائي)، فستان الدموع، وفستان الهيكل العظمي، الذي يستعرض بناء العظام البشرية على فستان أسود، بدا كأنه جثة سوداء.
صدمت أعمال شياباريلي ودالي الوسط الثقافي والفني في أوروبا، وقد لاقى الثنائي قدراً لا بأس به من الانتقادات. إلا أن هذه التصاميم، التي تختزل حركة الثلاثينات في مجال الموضة التي اتسمت بغوصها في اللاوعي الإنساني، لاتزال تعد ثورية حتى يومنا هذا، وتعتبر الأساس الذي انطلقت منه الأعمال اللاحقة، التي عمدت إلى تكسير القواعد المتفق عليها في عالم الموضة.
*في تشرين الأول 2017، ستعرض أعمال مصممة الأزياء والفنان السريالي للمرة الأولى في معرض سيستضيفه متحف دالي في فلوريدا.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها