الثلاثاء 2017/02/21

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

دببة المدارس

الثلاثاء 2017/02/21
دببة المدارس
3 دببة للتسلية
increase حجم الخط decrease
لم يعد الدكتور شيكو، ذاك الساحر المعروف بين المدارس، مسلياً. بل، ربما صار، في بدائيته، ساحراً منزوع السحر، كما هذا العالم كله. يكفي أنه، في موقعه الالكتروني، يسمي ما يقوم به بـ"ألعاب الخفة"، في نفس تربوي واضح. كأنه يمرمغ الخيال في الأرض.


هذا منطق السوق وتنافسيته. فشيكو، في آخره، ليس شيئاً مسلياً مقارنة بـ3 دببة صغار. هكذا، تفوقت مدرسة الغزالي، في الشياح، على غيرها من المدارس. جلبت لتلاميذها دبباً صغيرة لتسليهم، على ما نشرت جمعية Animals Lebanon في صفحتها على فايسبوك. وفعل كهذا إذ يبدو حقاً سعياً خارقاً، من أجل الترفيه، يمكن أن تشكر عليه المدرسة، فإنه ليس بعيداً من قلة الأدب، التي لا يحفظ مكانتها في هذا العالم غير السوق وتنافسيته ومنطقهما.

المفارق أن مشهد هؤلاء الأطفال وهم يلعبون بالدببة الصغيرة يبدو مألوفاً. فماذا يريد الأطفال غير اللعب بكائنات حية غريبة، لا يمكن الوصول إليها دائماً، ولا يبدو أنها قادرة على إيذاء أحد؟ دببة لطيفة، تبدو دائماً نائمة أو في طريقها إلى النوم. لكن المفارق هذه المرة، على نحو لا يستر أحداً، ظهور المدارس، هذه المؤسسة العظيمة، في توحشها العلني. أي ذاك الميل، الذي نقول إنه ثقافي، الذي تعززه للتعدي على الطبيعة، بمعنييها البيئي والبشري.

فالواحد منا، في أول ذهابه خاماً إلى المدرسة، لا يفكر إلا في مائه وسندويشاته، ورغبته، الأقرب إلى الخوف، بالعودة إلى البيت، المكان المألوف والآمن الوحيد. لكننا، في سعينا لتخليص يومنا، نواجه عمليات، خفية وبطيئة، لخلق اهتمامات لنا، ولغيرنا، ثم التنافس بيننا.. وإلى آخره.

وهذه المكتسبات، بمعنى غير ايجابي بالضرورة، التي تظهر في شكل مادي، كالكتابة والأرقام وحساباتها والموسيقى والمهارات اليدوية، تصبح هوساً مرضياً- أو مهنة- لا نتخلص منه إلا في سقوطنا الأخير في التراب. أو، وفي انتظار ذلك وكما في هذه الحالة، في تعذيب دببة مهربة واللهو بها، التي لا يمكن، بعد التفرج على صورها، إلا تخيل أن أستاذاً شرح لتلاميذه ندرتها وقيمتها البيئية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها