الثلاثاء 2017/02/21

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

الجيل الجديد يحب الكنبة

الثلاثاء 2017/02/21
الجيل الجديد يحب الكنبة
نيتفليكس رسّخ علاقة هذا الجيل مع الكنبة (Getty)
increase حجم الخط decrease
وصفت صحيفة نيويورك بوست مرة، في إحدى مقالاتها، أبناء جيل الألفية الثالثة (مولودو التسعينات والثمانينات)، بأنهم أفضل من أي جيل آخر من ناحية "حب الكنبة". يستخدم تعبير حب الكنبة أو بطاطا الكنبة Couch Potato، لوصف من يجلس لوقت طويل أمام الهاتف، اللابتوب، أو التلفزيون، ولا يحب الخروج من المنزل.

وجدت دراسة أعدتها شركة هانيكن منذ أشهر أن 75% من أبناء جيل الألفية الثالثة، يشربون الكحول بشكل معتدل، وأن سلوكيات الإفراط بالشرب التي كانت تعتبر ميزة "إيجابية" Cool لدى الشباب عادة، تتراجع اليوم بشكل كبير. يرتبط هذا مع عدم تأقلم بعض أبناء هذا الجيل مع عالم البارات والملاهي، التي يجلس فيها الناس في أمكنة مظلمة، منتظرين شيئاً ليحدث. وإن كان هذا الشكل من الترفيه ذي وظيفة سابقاً، هي تعرف مرتادو الأمكنة على بعضهم البعض من أجل نسج علاقات عاطفية أو جنسية، يمكن القول إن هذه الوظيفة تتلاشى مع دخول تطبيقات Tinder وغيرها على خط تسهيل العلاقات. ومن المتوقع يوماً ما أن تصبح هذه التطبيقات السبيل الوحيد للتعرف إلى شريك الحياة.

يعاني هذا الجيل أيضاً- في مقارنته مع أجيال أكبر- من تراجع في المستوى البدني لأفراده. فوفق مقابلة Vice News مع طبيب متخصص في الأمراض العصبية: "حالات الإرهاق بين الشباب ترتفع، خصوصاً في المدن الكبرى، مثل نيويورك، التي يعتبر الخروج فيها من المنزل مخاطرة مكلفة مادياً". يعيد البعض، تراجع المستوى البدني لهؤلاء، إلى التطور الكبير الذي شهده الإنترنت وشبكات التواصل في السنوات الماضية، الذي توّج بظهور تطبيق نيتفليكس، وتحول عبارة Netflix and Chill ذات الإحالات الجنسية، إلى موضة سائدة، دخلت مجال العلاقات أيضاً.

لكن في الولايات المتحدة، هناك وجهات نظر مختلفة، تفسر إشكاليات المجال العام بأسباب سياسية أو أمنية، منها أحداث 11 أيلول 2001، التي أدت دوراً أساسياً في تسييس جيل الألفية الثالثة، وبناء الطريقة التي يرى فيها العالم كمكان محفوف بالمخاطر. يعتبر الجيل الأكبر، مثل جيل التسعينات، أقل تسيسياً من هذا الجيل، فمسلسلات الثمانينات والتسعينات دارت بأغلبها في مكان مغلق، أو غرفة جلوس لا تتغير، حيث تتناوب الشخصيات الرئيسية على مصاحبة بعضها البعض، من دون أي احتكاك مع العالم الخارجي. هذا بعكس مسلسلات ما بعد الألفين، التي اتجهت نحو مواضيع الديستوبيا ذات الارتباط السياسي.

في كل الأحوال، لم تصبح فئات هؤلاء كافية لتشكل فارقاً حقيقياً، لكن هذه المعطيات تقدم إشارات عن تغير أنماط الحياة اليومية. فخلال التاريخ الإنساني، كانت أنماط الترفيه السائدة، غير منفصلة عن فكرة الخروج من المنزل أو الحي والمدينة. لكن اليوم هناك قسم كبير من الشباب لا يريدون شيئاً سوى تمضية الوقت على الكنبة في مناقشة حلقات المسلسلات، أو مشاهدتها مرة تلو الأخرى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها