السبت 2017/12/23

آخر تحديث: 00:24 (بيروت)

زحلة تضحك مع مخرجها اندريه شماس

السبت 2017/12/23
زحلة تضحك مع مخرجها اندريه شماس
لم يحاول شماس اخفاء مزاجه أو لكنته الزحليتين
increase حجم الخط decrease

بعدما كانت الفواصل الإعلانية فرصة لإشاحة النظر عن شاشات التلفزيون، خرقت مجموعة إعلانات أخيراً هوامش الاستراحة بظرفها، لترسم الابتسامات بسلاسة، لما تضمنته من هزل اجتماعي، لا يسقط الرسالة المطلوبة من الإعلان.

صار يمكن للمشاهد أن يتسمر أمام الشاشة ليشاهد سلسلة إعلانات بيرة "الماسة" التي يحمل في أحدها بطلها "خلطة من رائحة كوستابرافا مع كرنتينا" كي لا يصدم نفسه في مكان سفره النقي، قبل أن يتبين في النهاية أنه مسافر داخل لبنان. أو يترقب أبو جوزف "الكهل"، الذي لا يمكن لشيء أن يقنعه بأن زوجته السبعينية ليست حاملاً في "قصص لا تصدق" في إعلان Allianz للتأمين. أو يتلذذ باللعب على الكلام مع "Master" التي "كيف ما برمتها بتضبط". أو يفرح لنجاح الأصدقاء في تأمين طاولة بمطعم فاخر لصديقهم بعدما نسي عيد زواجه في إعلان "Unica".. وإلى آخره.

لكن، للزحليين سبباً آخر لانتظار هذه الاعلانات، وهو أن "ظرفها" ينسب إلى المخرج الزحلاوي أندره شماس، الذي لمع نجمه منذ تقديمه فيلم تخرجه "وين يو" من جامعة الألبا في العام 1998، فحصد بفضل عفوية تجسيده أبناء مدينته الجوائز العالمية.

يقول شماس، لـ"المدن"، إنه توقع حينها فيلماً لذيذاً وظريفاً. لكنه، لم يخطط ليحصد الجوائز حتى في اليابان. فكان الفيلم "مثاله" على تأثير أصالة العمل وعفويته في الجمهور. في الحديث عن عفويته، لا يسقط شماس تأثير جذوره الراسخة في تربيته، إذ "لم تكن العصرية يوماً عقدة في حياتنا". عليه، لم يحاول اخفاء مزاجه أو لكنته الزحليتين، ولو شكلا مادة للتعليق المستمر عليه في الجامعة، حتى أنه سمي هو "وين يو" قبل أن يختار الاسم لفيلمه. وإذا كان غوصه في عالم الإخراج أبعده عن المدينة، فهي تستيقظ فيه وبقوة في كل عمل يتعلق بمدينته.

من هنا، تجد شماس متحمساً لإخراج إعلانات شركة كهرباء زحلة التي "تعتز" بتوفير الكهرباء 24 على 24 ساعة. يخرج من خلالها كل زحليته من دون تردد حتى باستخدام "المسبات"، إذا كان الأمر يستدعي ذلك. إلى جانب الاستعانة بالشخصيات الحقيقية في تجسيد أفكاره، جانحاً إلى خصوصية زحلة حتى في بعض تعابيرها، ليحول أبطال إعلانه نجوماً في بيئتهم. وقصة الشاب اللبناني الذي قرر الهجرة بسبب تقنين الكهرباء، قبل أن يتبين أنه متجه إلى زحلة لولا إنقطاع الكهرباء به وهو داخل المصعد، واحدة فقط من سلسلة تلك الإعلانات التي أضحكت كل لبنان.

"يتسلى" أندره كثيراً في الأعمال التي يقدمها، رغم الجهد الذي يبذله لجعلهاً حقيقية. من هنا، تجده قادراً على تسلية المشاهد، خصوصاً عندما يسترسل بجرأة يحرص على تجنيبها "الابتذال".

ولعل "حقيقيته" هي التي ترسم خطواته إلى العالمية، ليفوز أخيراً بجائزة برلين للأفلام الموسيقية عن فيديو كليب The wanton bishops الذي ترشح عن فئة الافلام ذات الميزانيات المنخفضة. ومن لم يشاهده حتى الآن، لم يتعرف حقيقة إلى مدى ظرف هذا المخرج الشاب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها