الجمعة 2017/12/22

آخر تحديث: 00:57 (بيروت)

منع الحمل: 3 أساليب جديدة للرجال

الجمعة 2017/12/22
منع الحمل: 3 أساليب جديدة للرجال
يفكر الباحثون في وسائل تشبه منع الحمل النسائي (Getty)
increase حجم الخط decrease
قبل نصف قرن، كثر الحديث والجدل في أوروبا عن حبوب منع الحمل للنساء، والتشريعات اللازم إصدارها في شأنها، وتلكؤ بعض البلدان إزاء ترخيص استخدامها. الآن، بات الحديث يخصُّ وسائل منع الحمل.. للرجال.


فعدا عن وسيلة استخدام الواقي التقليدية، فإن الطريقة الأكثر شيوعاً في أوروبا حالياً جراحية، وليست صيدلانية: قطع القناة المنوية (ما يدعى طبياً Vasectomy)، المنتشرة خصوصاً في بريطانيا وهولندا، حيث تراوح نسبة مَن يعتمدونها بين 15 و20%، تليهما ألمانيا، حيث تجرى نحو 50 ألف عملية سنوياً، إضافة إلى كندا.

لكن، من مساوئ هذه العملية، هو أنها نهائية، وإن يفند بعض مؤيديها ذلك بالقول إن في الإمكان استعادة الخصوبة بعملية أخرى في 80% من الحالات. في أي حال، يفكر الباحثون في وسائل تشبه منع الحمل النسائي، بمعنى تزول بزوال المؤثر. والسؤال الذي يتوارد إلى الذهن: ما هي طرق منع الحمل الرجالية الأكثر "تطوراً" حالياً؟

ثمة ثلاث وسائل أساسية معتمدة في أوروبا حاضراً، أو قيد البحث والتطوير، لمنع الرجل من الإنجاب:

1- منع الحمل هرمونياً. يشبه مبدأ هذه الوسيلة المبدأ نفسه القائمة عليه آلية عمل حبوب منع الحمل النسائية: إيصال معلومة للجسم "لإيهامه" بوجود كمية كافية من هرمون تستوستيرون. وللرجال، تعود بوادر هذه الوسيلة إلى العام 1982، حين عمد البروفيسور الفرنسي جان كلود سوفير، في مستشفى كوشان الباريسي، إلى تجريبها للمرة الأولى.

لكن، بخلاف حبوب النساء، تتطلب هذه الطريقة استخدام "جَل" خاص إضافة إلى الحبة في حد ذاتها. إلى ذلك، "بزغت صعوبات تقنية، يتطلب التغلب عليها أبحاثاً بالغة الكلفة"، مثلما يوضح البروفيسور سوفير. يضيف أن كبريات الشركات الصيدلانية لم تتحمس لإجراء تلك البحوث نظراً لقلة الأرباح المتوقعة من تسويق المنتج. فالرهان ينصبّ على تجاوز مشكلة الاضطرار إلى استخدام الجَل. في المقابل، تسعى حالياً مختبرات من لوس أنجلوس إلى استنباط طريقة معاكسة، قائمة على استخدام الجل وحسب، من دون أي حبوب.

وفي باب منع الإنجاب الهرموني للرجل، ثمة وسيلة أخرى تقوم على حقن هرمون تستوستيرون أسبوعياً بالإبر. لكن، من باب الأمان، ينبغي الانتظار 3 أشهر بعد أول إبرة، بما أن إنتاج الحيامن يتطلب 3 شهور. بعد ذلك، يمكن للرجل غير الراغب بالبنين أن يعاشر زوجته ما شاء، طبعاً شرط الاستمرار في أخذ الإبرة الأسبوعية.

وعمدت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء تجارب على طريقة الإبرة الأسبوعية، فتبين أنها تنطوي على بعض المحاذير. فرغم مضي الشهور الثلاثة، يظل خُمس الرجال المعنيين ينتجون الحد الأدنى من الحيامن الكافي للإخصاب. إلى ذلك، يتعرضون إلى آثار جانبية، منها زيادة الوزن بمعدل كيلوغرامين، ونمو شعر الجسم، وحصول حالات خُراج في موضع الإبرة. لكن، بحسب البروفيسور سوفير، تتخلى عن طريقة الإبرة نسبة كبيرة ممن يجربونها لسبب آخر، وهو أنها تؤدي إلى نشاط جنسي مفرط، يطاول الشبق أحياناً.

2- منع الحمل حرارياً. هذه الوسيلة هي المفضلة لدى حماة البيئة، الذين يعدونها "عضوية" بحق، ويدعونها طريقة "السْليݒ المسخِّن" (سْليݒ بمعنى لباس الرجل الداخلي). فهي تنصب على ارتدائه بحيث يرفع الخصيتين إلى داخل القناة الأُربية، أي مثلما كانتا في الطفولة الأولى. والهدف: رفع درجة حرارتهما من 35 إلى 37 مئوية، أي درجة حرارة الجسم. ففي تلك الدرجة، يتوقف إنتاج الحيامن. يوضح البروفيسور سوفير أن "حمل ذلك السليݒ 15 ساعة في اليوم لـ3 أشهر متواصلة كفيل بإيقاف إنتاج الحيامن، ولا يجوز الظن أنه يقتل الخصيتين، إنما يغير مكانهما فحسب".

ويؤكد البروفيسور سوفير أن تلك الوسيلة تؤمن نتائج مضمونة 100%، ومن دون مضاعفات. لكن ذلك الضرب من الألبسة الداخلية غير مسوَّق بعد، وتعكف حالياً إحدى الجمعيات على تصميمه وإنتاجه بغية تسويقه بدءاً من العام المقبل 2018. ويتوقع الدكتور ݒيير كولان، أحد مروجي هذه الوسيلة، "أن كبريات ماركات الملابس الرجالية ستسارع خلال الأعوام المقبلة إلى إنتاج ذلك اللباس وتسويقه".

3- جَل لسد المجرى الناقل للسائل المنوي. هذه الطريقة أصلها من الهند، استنبطت لتحديد النسل في بلاد تعداد سكانها أكثر من مليار نسمة. لكنها "هاجرت" إلى الولايات المتحدة، وبدرجة أقل أوروبا. وهي تنصب على زرق جل خاص لسد الأسهر، المجرى الناقل للسائل المنوي بين البربخ والقناة الدافقة. بالتالي، يمكن وصفها بأنها، نوعاً ما، عملية قطع القناة المنوية (Vasectomy المشار إليها أعلاه)، إنما كيميائياً وليس فيزيائياً. لذلك تدعى Vasogel. وبذلك فهي مفضلة عند مؤيديها لكونها غير نهائية، إذ يكفي زرق محلول آخر في الموضع نفسه، يقضي على الجل فيزول الانسداد، وتعود المياه إلى مجاريها.

لكن، في الوقت الحاضر، تعدّ نتائج هذه الوسيلة وتداعيتها مجهولة، إذ لم تجرب لحد الآن سوى على الحيوانات، ولو بنتائج واعدة. وبحسب الدكتور كولان، "سيتطلب الأمر، في أوروبا، ربما 10 سنوات أبحاث إضافية وتجارب واستحصال موافقات وتراخيص قبل اعتماد طريقة سد المجرى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها