الإثنين 2017/12/18

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

يرسمون بسرعة.. يعرّفون العالم بلبنان

الإثنين 2017/12/18
يرسمون بسرعة.. يعرّفون العالم بلبنان
يعد هذا المشروع الأول من نوعه في لبنان (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

في مختلف زوايا المتحف الوطني في بيروت، ينتشر عدد من الشبان والشابات، وبين أيديهم دفاتر رسم وأقلام رصاص وحبر أسود. يجلسون أرضاً، أو يقفون في مواجهة التماثيل والتحف. كل واحد منهم يرسم المشاهد التي تلفت نظره، في محاولة منهم لاعادة نقش ما تبقى من آثار الحضارات التي مرّت على لبنان على الورق، من طريق الرسم السريع أو ما يعرف بـSketching.

"نحن مجموعة من الشباب يجمعنا شغف الرسم السريع وحبّنا لإظهار جمال بلدنا لبنان إلى العالم". بهذه الجملة، تشرح مؤسسة المجموعة جودي أبي رستم، لـ"المدن"، هدف فريق Urban Sketcher Lebanon، الذي يمثّل لبنان في شبكة Urban Sketchers العالمية، التي تهتم بالفنانين الذين يرسمون مدنهم لمشاركتها مع العالم تحت شعار "تعرّف إلى العالم عبر رسمة".

أما عن بدء المجموعة في لبنان، فتروي جودي أنها كانت تجتمع مع جوي هيكت (وهي شريكتها في تأسيس المجموعة) للرسم معاً، وعند تعرّفهما إلى زميلتهما أميرة الطّباع، قررن تحويل شغفهنّ للرسم السريع إلى مبادرة ملموسة. هكذا، اجتمعن لتقديم طلب الانضمام إلى الشبكة العالمية وتمثيل لبنان عبر تقديم لوحات سريعة عن مناطقه المختلفة. وقد نجحن في تحقيق هذا المشروع منذ سنتين (في العام 2015) بعد تطابق مواصفات المجموعة مع شروط الانضمام. وقد قام الفريق برسم ساحة سمير قصير في وسط البلد كأوّل مشروع له. 



يمكن للجميع الانضمام إلى المشاوير التي تنظمها المجموعة شهرياً، للرسم وتعريف العالم على منطقة أو مكان جديد، مهما اختلفت الأعمار ودرجة الاحتراف أو عدمه. وكل ما عليك فعله إذا كنت مهتماً وتشارك الفريق شغفه، هو تصفّح صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في فايسبوك وانستغرام، للحصول على معلومات تتعلق بالمشاريع والأماكن التالية.

اختيار الرسم السريع لم يكن محض صدفة. إذ إن هذا النوع من الرسم لا يخضع لكثير من القوانين، كما أنه بسيط إذ لا يتوجب عليك نقل المشهد بكامل تفاصيله وخطوطه وعناصره، إنما نقل ما يهمّك من المشهد. تقول أميرة: "قد تتغير بعض مكونات المشهد، إلا أن المشهد العام يبقى حاضراً. وهذا ما يهمّنا نقله في رسوماتنا".

قبل البدء بالرسم، يجتمع الفريق ويقف الجميع في دائرة للتعريف عن نفسه. تقول جودي إن هذه الطريقة تساعد على التعرف إلى المشاركين وخلفياتهم الدراسية أو العملية واهتماماتهم لكي يتآلف الجميع مع بعض. كما يتم طرح بعض النقاط التي سيتم العمل عليها خلال ساعتي الرسم. وعند الانتهاء، يجتمع الفريق مجدداً لمشاركة الآراء والرسومات والملاحظات البنّاءة. وتشير أميرة إلى أنه لا يتم تقييم أي رسمة. إذ إن الفن شخصي وكل واحد لديه أسلوبه الخاص ونظرته الخاصة إلى المشهد. والمهم أن يستمتع الجميع بفنّه لا أكثر ولا أقل.


تركز مجموعة urban sketchers lebanon على الرسم في المساحات العامة في أغلب الأوقات، نتيجة بعض الصعوبات التي تواجهها أحياناً عند محاولة طلب الاذن للدخول إلى أماكن شبه خاصة. كما أن المجموعة تتلقى دعوات من قبل البلديات والأشخاص المهتمين بالفن.

يعد هذا المشروع الأول من نوعه في لبنان. إذ إن الرسم السريع والحي في الطرقات ليس مألوفاً. وبالنسبة إلى جودي، فإن هذه التجربة ساعدتها على التعرّف إلى أشخاص يشاركونها هذه الهواية، ويمكن أن تتعلم منهم تقنيات جديدة وتأخذ بعض الملاحظات لتطوير رسوماتها. كذلك الأمر بالنسبة إلى أميرة، التي تشدد على أن الهدف الرئيسي وراء هذه الرسومات يتمحور حول تخليد ذكرى هذه الأماكن والمناطق، لكي لا تمحوها الأيام والمشاريع التي بدأت تقتل جزءاً كبيراً من تراثنا.

لا تقتصر مشاريع المجموعة على الرسم الحي، بل تتعداها لتشمل مشاريع مستقبلية تتضمن تنظيم مسابقات ومعارض لعرض الرسومات التي تم العمل عليها خلال السنتين، بالاضافة إلى تنظيمها ورشات عمل حول الرسم السريع Sketching.

تحلم أميرة أن تشارك المجموعة بالمعارض الفنية الكبيرة من دون الحاجة إلى الانتساب لأي Gallery، كما هو الحال حالياً. أما جودي، فترى أن القيام ببرامج تبادل مع المجموعات التي تمثل بلداناً أخرى هو مشروع سيضيف كثيراً إلى هذه التجربة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها