الأحد 2017/11/05

آخر تحديث: 10:11 (بيروت)

ستيفاني عودة الرياضية "الخوتة" تتسلق الجبال وتقبل الصخور

الأحد 2017/11/05
ستيفاني عودة الرياضية "الخوتة" تتسلق الجبال وتقبل الصخور
رياضية، مغامِرة، ديناميكية وتحب الحياة
increase حجم الخط decrease

إذا أطلقنا عليها صفة موهوبة، نكون نقلّل من قدراتها وطاقاتها الهائلة لكثرة الرياضات المتنوّعة والصعبة التي تمارسها. تُبهرك حكاية ستيفاني عودة عندما تستمع إليها للمرة الأولى لدرجة التشكيك فيها.

هي شابة عشرينية، تعشق الرياضة في الطبيعة، لا النوادي المغلقة. رياضية، مغامِرة، ديناميكية وتحب الحياة. ماذا تقول ستيفاني عن شغفها بالرياضة ومسيرتها معها؟ بروح مرحة، تتحدث عبر "المدن" عن عشقها الرياضة على أنواعها، أهمّها تسلّق الصخور التي بدأت مشوارها معها قبل عشرة أعوام. "اخترت تسلّق الصخور على الحبال في مناطق جبلية عدّة من لبنان، منها، أفقا، فقرا، البترون وغيرها". تضيف: "أمارس رياضة التزلّج في المظلة، القفز، رياضة الدراجات الهوائية، المشي السريع على الدروب في الجرود الجبلية وركوب موج البحر الخ...".

ستيفاني مجازة في اختصاص علم البيئة من سويسرا، وهي مستشارة بيئية تعمل مع جمعيات تُعني بالشأن البيئي. "دخلت غمار الرياضة من بابه العريض، وقد رافقتني تحديّات كثيرة نظراً إلى أن الجنس اللطيف نادراً ما يقتحم مثل هذه الرياضات الصعبة والتي غالباً ما تُنسب للذكور، وتحديداً الشبان". اهتمامها بالعديد من الرياضات القاسية يتطلب بنية قوية، لكن "حبّي الشديد للطبيعة وتعلّقي بها يغلبان كل صعوبة بدنية، لكون الصعوبة فكرية بالدرجة الأولى، وأنا أُترجم ذلك وأنا على صخرة، بخلاف ما يعتبره كثيرون أنه يتطلّب قوة بدنية أكثر من الذهنية، نظراً إلى قساوة الصخرة التي نتسلقها وارتفاعها، ومدى الثقة بالحبل ومتانته وغير ذلك".

من هواية.. إلى احتراف
كان تسلق الصخور بالنسبة إلى ستيفاني مجرّد هواية. ومع الوقت بات من أولوياتها. "خضعت لتدريب مكثّف وتعمّقتُ نظرياً وتطبيقياً في كيفية التسلّق على الحبال". ولعل الطبيعة جرفتها إلى استكشاف المغاور الطبيعية، وهي تستقبل مجموعات من المهتمين بالمغاور كونها دليل في هذا المجال، ومن أهمها مغارة الرويس في منطقة جرود العاقورة، ثاني أعلى مغارة في لبنان يتعرّف إليها المهتمون بالبيئة والطبيعة.

لا تفوّت ستيفاني درباً في جرود الجبال اللبنانية إلا وتسلكه سيراً على الأقدام بذكاء ومن دون استخدام الـGPS، وفق تأكيدها. كما في الجبال والطبيعة الجبلية، كذلك في البحر حيث تمارس ركوب الأمواج. "صحيح ليس لدينا كثيراً من الأمواج في لبنان على غرار بلدان أخرى، لكن يمكننا رؤية الموج دائماً قبل وصول العاصفة أو وجود قوي للهواء".

تدرّب ستيفاني الراغبين في هواية التسلّق من مختلف الفئات العمرية على المبادئ الأساسية المتصلة بالتسلّق وتزوّدهم بمعلومات خاصة بالسلامة العامة. وخلال مدة سنة يتلقى التدريب معها بين 20 إلى 25 شخصاً، "أرافقهم في المشي على الدروب في المناطق الجبلية، فضلاً عن دخولهم المغاور والتعرّف إليها إذا رغبوا".

وما يحتاج إليه متسلّق الصخور؟ تقول، "حبل متين وليّن بطول 60 إلى 70 متراً وسماكة 9 إلى 10 مللم، حذاء من الكاوتشوك، شريط مصنوع من حزام الأمان الخاص بالسيارات، وخوذة للحماية. كما تتطلب رياضة التسّلق نسبة 70% من قوّة الرجلين و30% من قوّة اليدين".

ماذا عن موقف عائلتها؟
أما عن موقف ذويها وأصدقائها من هذا الشغف بالرياضات القاسية؟ وعما إذا تلقت تشجيعاً أم اعتراضاً؟ فتجيب: "بداية، لا أخفي تكرار عائلتي سؤالها ما الذي دفعني إلى اختيار هواية صعبة وخطرة في آن، خصوصاً عندما يستغرق، في بعض الأحيان، تسلقي على صخرة نحو ست ساعات متواصلة، وأنا ممدودة على الحبل! إلا أنهم لاحظوا بعد فترة أن ذلك يسعدني ويساعدني في تقويّة شخصيّتي وتخطي الصعاب والمشاكل في الحياة". تضيف أنهم "رغم خوفهم عليّ وذعرهم من المخاطر التي أواجهها، أتلقى من أهلي وأصدقائي تشجيعاً ودعماً، رغم أن بعض الصديقات يصفنني بالخوتة، وقد استطعت أن أجلب معي ست شابات تحمسّن لمرافقتي في التسلّق، وفي غيرها من الرياضات".

تمضي ستيفاني معظم أوقاتها في الطبيعة وبين الجبال، فماذا يقدّم لها ذلك؟ تجيب: "الحرية الحرية، وأشعر بها في كل ما أقوم به. وتعلّقي غير المحدود بالصخرة التي أتسلقها يجعلني أحياناً أغمرها وأقبّلها".

وماذا تسعى ستيفاني إلى تحقيقه بعد؟ عينها شاخصة على القفز من فوق الصخور العالية. فهل ستحقق هذا الحلم الجديد الذي ينتظر التنفيذ؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها