الأحد 2017/11/26

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

سليم بتلوني: رياضة المشي واكتشاف جمال لبنان

الأحد 2017/11/26
سليم بتلوني: رياضة المشي واكتشاف جمال لبنان
التصوير جزء لا يتجزأ من كل رحلة يقوم بها سليم
increase حجم الخط decrease
منذ سنتين، لم يخطر في بال الشاب العشريني سليم بتلوني أن تتحوّل نزهته الاستكشافية، التي قام بها مع صديقه وابنة عمّه، إلى هوس لاستكشاف المناطق "الخفية" في لبنان وممارسة رياضة المشي في الطبيعة أو الهايكنغ. منذ ذلك الحين، وعلى نحو أسبوعيّ، ينطلق سليم مع أغراضه وكاميرته في رحلة استكشافية جديدة، في منطقة لم يزرها سابقاً، لاجئاً إلى الطبيعة وما تخبئه من مغامرات.

"خلال صيف 2015، بدأت البحث على الانترنت عن أماكن جديدة في لبنان لكي استكشفها. فوجدت مجموعات تتشارك الدروب والوجهات المتعددة، بالإضافة إلى النشاطات التي يمكن القيام بها، فانتهى بي البحث إلى منطقة بسري، في قضاء جزين. تحمّست جداً للانطلاق في هذه الرحلة مع أصدقائي، وأردت أن نقوم بها من دون أي تخطيط مسبق، ومن دون مرافقة أي مرشد، لكي نأخذ وقتنا في الاستمتاع والاكتشاف".

لدى وصوله إلى الدرب المقصود، ذُهِل سليم ومرافقاه بالهدوء والمشهد، المكوّن من عدد كبير من أشجار السنديان والصنوبر والخروب. لكن، التحدي كان العثور على نهر بسري الذي قرأ عنه على الانترنت. يوضح سليم أنه كان قريباً من الاستسلام، إذ إن المسافة التي قطعها من دون الوصول إلى النهر كانت كبيرة. وقبيل الشعور بفقدان الأمل، سمع ورفيقاه خرير مياه بعيد، الأمر الذي زودهم بالطاقة مجدداً.

يروي سليم أن وجود النهر كان السبب المباشر لاختيار هذه الوجهة، إذ إن النهر في الصيف هو المنقذ الطبيعي من حرارة الشمس القوية. أما الوصول إلى النهر الذي تحيط به الأشجار، من دون وجود أي عنصر بشري، فكان النقطة التي طبعت في ذهن سليم وقلبه، وجعلته من عشاق الهايكنغ والاستكشاف. 



متوسط طول الدروب التي يمشيها سليم أسبوعياً يصل إلى 16 كيلومتراً. إلا أن الطول، عنده، ليس مهماً بقدر الاستمتاع بالمناظر الطبيعية. وتجمع الرحلة المشي مع تسلق الصخور والصعود إلى الجبال والنزول في الوديان. لذلك، التركيز يكون على نوع الدرب. وهو يفضّل عدم التخطيط مسبقاً لنقطة انتهاء الرحلة.

أما التصوير، فهو جزء لا يتجزأ من كل رحلة يقوم بها سليم، وهو شغف رافقه منذ طفولته، ويتشاركه مع عائلته. ولكي ينظّم صور رحلاته، التي يشاركها على صفحاته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق سليم موقعاً الكترونياً خاصّاً به، يعرض عبره تجاربه.

لكن، ما هي المنطقة الأجمل التي زارها سليم حتى الآن؟ هذا سؤال صعب. إلا أن المنطقة التي أعادت إلى عينيه بريق الدهشة، عند تذكرها، كانت جرود الضنية، التي تنتشر فيها غابات الأرز واللزاب والصنوبر والسنديان وغيرها، والتي تحتوي على منحدر صخري برتقالي اللون، يغطي الثلج قسماً منه خلال فصل الشتاء. وبالإضافة إلى الضنية، لحرش إهدن، غابة تنورين، الهرمل، الناقورة، كفرزبد، راشيا الوادي، عكار، القبيات والقموعة، مكان خاص في ذاكرة سليم. والقاسم المشترك بين هذه الأماكن هو بعدها من المناطق السكنية وامتداد الطبيعة فيها على مساحات كبيرة تكاد تعزلها عن جوارها.

سليم، الذي يعمل حالياً مدير الانتاج (Product Manager) في تطبيق أنغامي الموسيقي، لا يحصر حبّه للاستكشاف وممارسة الهايكنغ في لبنان فحسب، بل يسافر إلى بلدان أخرى كألمانيا وكندا وايسلندا واليونان وغيرها.


نصائح سليم
قبل المضي بالهايكنغ، ينصح سليم بتحضير قائمة بالأغراض التي تسهل الرحلة. وهي:

ليتر ماء على الأقل، وجبات خفيفة (snacks) من الفاكهة المجففة والبزورات غير المُمَلّحة، التي لا تأخذ مساحة كبيرة في الحقيبة والتي تزوّد الجسم بالطاقة، بالإضافة إلى سندويش واحدة على الأقل.

أما اللباس، فينصح سليم بارتداء ملابس خفيفة تسهل عملية المشي والتسلّق. ويشير سليم إلى أهمية اختيار حقيبة تحتوي على اقسام مختلفة ومستقلة لتسهيل وتسريع الوصول إلى الأغراض عند الحاجة. أما بالنسبة للنظارات، فيحذّر من القيام بالهايكنغ على الثلج من دونها، إذ تسهم في تفادي انعكاس الشمس على الثلج بحيث يصبح النظر ضعيفاً وصعباً.

أخيراً، في ما يتعلق بالحيوانات التي من الممكن مصادفتها، ينصح سليم بإحداث بعض الضوضاء عند المشي، لكي لا تشعر بعض الحيوانات بالخطر، ولكي تبتعد من المكان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها