الجمعة 2017/11/17

آخر تحديث: 13:10 (بيروت)

تطبيق تيريز يحل مشكلة النقل المشترك

الجمعة 2017/11/17
تطبيق تيريز يحل مشكلة النقل المشترك
سيمكّن التطبيق أصحاب شركات النقل من زيادة فعاليّة عملهم (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

لم تنه تيريز كيروز بعد سنتها الثالثة في تخصّصها بالهندسة الصناعيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، لكنّها تتحدّث بثقة: "أسعى إلى تطوير النقل المشترك في لبنان".

تسعى تيريز مع فريق عمل من طلّاب الجامعة، ومن خلال مهاراتهم الفردية فحسب، إلى إطلاق تطبيق متطوّر يمكن أن يغيّر الطريقة التي يستعمل فيها اللبنانيون وسائل النقل العام. ويمكن أن يجعل عمل أصحاب الباصات أكثر فعاليّة.

تشرح الشابّة الطموحة لـ"المدن" أنها لم تكن تملك سيّارة حين دخلت الجامعة، "ولم أحب استعمالها في تنقلي من وإلى الجامعة. فناهيك بصعوبة توفّير مواقف السيّارات وكلفتها، كانت القيادة في زحمة المدينة عمليّة تضيف الإرهاق والضغط على يومي".

هكذا، لجأت تيريز إلى استعمال الباصات، فوجدت تجربة استعمالها مريحة ومناقضة لكل الأحكام المسبقة التي يملكها البعض عن وسائل النقل العام. وبعفويّة سألت: "لماذا لا يعتمد الجميع هذه الوسيلة للتنقل؟". سرعان ما تحوّل السؤال إلى استبيان أرسلته إلى أصدقائها عبر واتسآب. التفاعل الكبير مع سؤال تيريز حوّل سؤالها إلى مجموعة عمل. وبعد البحث في الأسباب والحلول خرجت فكرة التطبيق.

التطبيق يسعى إلى إرشاد المستخدم إلى أقصر طريق لبلوغ أي هدف باستعمال النقل المشترك، عبر تتبّع الباصات وتحديد موقع كلّ منها. هكذا، سيصبح بإمكان المستخدم معرفة وقت وصول أي باص إلى أقرب نقطة عبر التطبيق الذي يحدد موقع كل باص في هذه اللحظة على الخريطة. كما يمكن للمستخدم معرفة وجهة الباص النهائيّة عبر بيانات التطبيق التي تحتوي خطوط عمل الباصات. وأخيراً، سيسهّل التطبيق على المستخدم معرفة أي باصات يمكن استعمالها إذا كان الوصول إلى الهدف يتطلّب التنقّل بين خطوط نقل مختلفة.

من جهة أخرى، سيمكّن التطبيق أصحاب شركات النقل والباصات من زيادة فعاليّة العمل عبر معرفة كثافة الباصات التي تتنقّل في أي موقع خلال أي وقت. ما يساهم في تركيز عملها على أماكن النقص خلال اليوم. وسيتمكّن المستخدمون من معرفة جدول عمل الباصات من خلال التطبيق، لمعرفة ساعات الإنطلاق أو موعد آخر إنطلاقة مثلاً. باختصار، التطبيق سيكون صلة الوصل بين المستخدم ومقدّمي خدمة النقل المشترك في لبنان.

ولم يكتف فريق العمل بهذا القدر من الخدمات، إذ يجري التعاون حاليّاً مع شركة ناشئة تعمل على بناء محطّات توقّف لوسائل النقل العام لتضمين خرائط التطبيق هذه المعلومات ومساعدة المستخدم على معرفة أماكنها وساعات توقّف الباصات عندها.

كما يعمل فريق العمل مع الجامعة الأميركيّة لتحديد خطوط عمل باصات يستفيد منها طلّاب الجامعة تحديداً، لتسهيل تنقّل الطلّاب من وإلى الجامعة من دون الإضطرار إلى استعمال وسائل النقل الخاص. والعمل يتركّز حاليّاً على صياغة طرح متكامل ومفصّل لعرضه أمام الجامعة. في هذا الإطار، تشير كيروز إلى دعم الجامعة لمبادرتها واحاطتها بالتشجيع عند معرفتها بالفكرة.

تيريز والفريق الذي يعمل معها في مرحلة تتبّع خطوط الباصات اليكترونيّاً عبر أجهزة خاصّة، حيث يقومون بجمع هذه البيانات بالتعاون مع السائقين للاستفادة من المعلومات في التطبيق الجديد. وتشير إلى الحماسة التي أبداها السائقون للفكرة، إذ قاموا بأنفسهم بتعريفها إلى زملائهم وصولاً إلى أصحاب شركات النقل. وتعمل تيريز حاليّاً على التعرّف إلى المشاكل التي يعانون منها، لمحاولة إضافة خدمات يمكن أن تعالجها ضمن التطبيق في المرحلة المقبلة.

يقتصر الدعم الرسمي حاليّاً على تشجيع شفهي من وزير الأشغال والنقل يوسف فنيانوس، الذي وعدها بالدعم الرسمي وتسهيل جميع معاملاتها. لكنّ، السؤال المهم يتعلّق بدور الدولة في المبادرة إلى خطوات يمكن أن تحفّز الشباب على تنفيذ هذا النوع من الخطوات المبدعة، خصوصاً أنّ كثيراً منهم قد يملك هذا النوع من الأفكار من دون أن يملك مقوّمات تنفيذها. لكن، بالنسبة إلى تيريز، "لا يكفي أن نشير إلى المشاكل. المهم أن نبادر إلى العمل على تطوير الحلول بأنفسنا عندما نجد أنّ ثمّة نقصاً في أي مجال، وبمعزل عن الصعوبات. وهذا ما أحاول القيام به".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها