السبت 2017/10/28

آخر تحديث: 08:29 (بيروت)

ربى الأمين تحول الأقفاص من سجون إلى مصابيح مزينة

السبت 2017/10/28
ربى الأمين تحول الأقفاص من سجون إلى مصابيح مزينة
بدأ هذا المشروع كهواية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

بعد سنوات من التعليم والعمل الاداري الجامعي، كانت ربى الأمين أمام خيارين: إما أن تكمل في مسار وظيفتها الثابتة، التي تؤمن لها الاستقرار المادي والمعيشي والمهني. وإما أن تترك هذا العالم لتدخل مغامرة جديدة عنوانها الحرية.

"Liberty over captivity" شعارٌ تبنّته الأمين، لتنطلق به من عالم التعليم الروتيني إلى عالم الفن الصّناعي، من خلال تصنيعها قطعاً فنية بكامل الدقة والشغف، تُروّج عبرها لفكرة الحرية. هذه القطع، هي عبارة عن أقفاص حديديّة بأشكال مختلفة (دائريّة، مستطيلة، مربعّة..) تقوم الأمين بتزيينها بالخيطان الملوّنة والرّيش، ثم تحولها إلى مصابيح وقطع ديكور توضع في أرجاء المنزل.

"منذ صغري أحب الحيوانات، وأحزن لرؤيتها مسجونةً في الأقفاص. ولأن بيتنا كان فيه قطط، ازداد تعلّقي بالحيوانات الأليفة. منذ ذلك الحين، أصبح الرفق بالحيوان يستحوذ على جزء كبير من تفكيري". هكذا، قرّرت ربى أن تحول الأقفاص إلى مصابيح مزيّنة، آملةً أن تُسقِط بذلك معنى الأسر والسجن. وتوضح الأمين أن هذه الأقفاص تُمثّل الأفكار التي تأسرنا في مجتمعنا، والقوانين التعسفية التي نضطر أحياناً إلى الرضوخ لها، والوظيفة التي تتحوّل من مصدر رزق إلى سجن مؤبد.


لكن، الأمين لم تقف عند تصميم المصابيح، بل أسّست في العام 2008 جمعية Art.Cages، ذات الطابع الخيري، بهدف مساعدة جمعيات أخرى تعنى بحقوق الإنسان والحيوانات والطبيعة، عبر التّبرع لها بجزء من عائداتها، التي تأتي من بيع القطع الفنّية. وكانت البداية مع جمعية Animals Lebanon، التي قامت في الآونة الماضية بكثير من الجهد لاقرار قانون حماية الحيوانات.

"بدأت هذا المشروع كهواية، عندما طلبت مني صديقتي تزيين منصّتها في أحد المهرجانات بالأقفاص المزينة. ثم تطوّر لكي يشمل إعداد قطع خاصّة للأصدقاء والمعارف. إلا أنه وبحكم الوظيفة، لم أستطع أن أعطي كثيراً من وقتي لهذا الفنّ. فاستقلت من وظيفتي منذ سنة ونصف، وأصبح كل وقتي مكرّساً لـArt.Cages"، تقول الأمين.


خلال هذا العام، تعرّفت الأمين عن كثب إلى السوق اللبنانية عامةً والأسواق الخاصة التي تهتم بنوع أعمالها، بما في ذلك الأجانب والسّياح. واستنتجت أنه لضمان نجاح مشروعها لا بد من تحويل فن الديكور إلى فن صناعي. أي أن تحمل القطع جمالية ووظيفة في الوقت نفسه.

لا تُفكر الأمين في العودة إلى الوظيفة الروتينية، التي حولتها إلى سجينة النظام المهني. وتؤكد أن الدعم الذي حصدته من الأقارب والزبائن كان كفيلاً بأن تجزم أنها اتخذت القرار السليم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها