فؤاد مقصود.. يبتكر آلة تخرج ثياباً تعالج أمراضاً وحروقاً

يتنافس اللبناني فؤاد مقصود (25 عاماً) مع 9 مخترعين من العالم العربي في التصفيات الربع نهائية في برنامج نجوم العلوم، الذي يعرض كل سبت على قناتي LBCI & LDC. وأثبت مقصود خلال هذه المنافسة جدارته وتميزه، من خلال تقديم اختراع "يجمع بين الحلول الهندسية والمجال الطبي"، على ما يقول لـ"المدن". يطبّق مقصود في اختراعه تقنية مستقبلية ستؤثر في عالم التكنولوجيا والإبتكار، في السنوات المقبلة، وهي النسج الكهرومغناطيسي الذي يحول البوليمرات، وهي مواد مستخرجة من البترول، إلى نسيج مؤلف من ألياف النانو.

والنانو هو وحدة قياس الذرة، وأصغر من شعرة الرأس بمليون مرة. ورغم أن هذه التقنية موجودة في المختبرات، فإن إنجاز مقصود يكمن في إخراجها إلى القطاع الصناعي لخدمة المجتمعات. إذ اخترع مقصود آلة بإمكانها تغطية القطع القماشية أو الثياب بغشاء مؤلف من ألياف النانو فتصبح عازلة للمياه من الخارج والداخل، ومزوّدة بالدواء الخاص بمعالجة الحروق من الدرجة الثالثة أو السكري والغرغرينا أو التشنجات العضلية.

بحوزة مقصود اليوم براءة اختراع أولية من الولايات المتحدة الأميركية لصناعة هذه الآلة، التي استغرق العمل على تطويرها نحو ثلاثة أشهر أثناء مشاركته في مسابقة نجوم العلوم. وسبق ذلك نحو 3 سنوات من العمل على تطوير تقنية النسج الكهرومغناطيسي في مختبرات الجامعة الأميركية في بيروت، التي تخصص فيها ماجستير في الهندسة الكيميائية.

"بعد دخول أي نوع من الثياب إلى هذه الآلة يخرج منها مضاداً للباكتيريا بنسبة 99.99%، عازلاً للمياه ومزوّداً بالكمية اللازمة من الدواء لمعالجة إحدى المشكلات الصحية الثلاث التي نستهدفها خلال المدة التي يحددها الطبيب"، يشرح مقصود. وتبرز أهمية هذا الاختراع في معالجته الحروق من الدرجة الثالثة تحديداً، ليسرّع عملية التعافي ويقلل من الخطر على حياة المصاب. فتغيير الضماد في هذه الحالة يهدد حياة المصاب، بتعريضه للإصابة بالإلتهابات الباكتيرية ونزعه الخلايا المتجددة. كما بإمكان المصاب الاستحمام من دون أن يعرض المنطقة المصابة للمياه التي تلحق الأذى به.

قد يكون ضحايا النزاعات المسلحة والحروب أكثر الأشخاص استفادة من هذه التقنية، إذا كانت متاحة في السوق بأسعار تسهّل انتشارها. وفي الواقع، سيعمل مقصود، إذا استمر في المنافسة، على دراسة خطة مالية تأخذ بالاعتبار حاجة السوق إلى هذا المنتج وتقييم المستثمرين نجاحه وكلفته وأموراً أخرى. ويبدو مقصود جاهزاً لهذه المرحلة أيضاً، التي يصفها بـ"ملعبه"، نظراً لخبرته في إدارة الأعمال. وما يطمئن مقصود أكثر هو أن اختراعه يمكن إعداده من مواد موجودة في السوق بأسعار مقبولة، مثل الثياب وأدوية الحروق والسكري والتشنج العضلي. "لكن، التكلفة الكبيرة هي للآلة التي تقوم بكل العملية بكبسة زر واحدة من دون وجود أي خبير".

تسهّل براءة الاختراع التي نالها مقصود عمله على إدخال منتجه إلى السوق. لكنه مازال بحاجة إلى مجموعة مصادقات من منظمات عالمية، لما يحويه اختراعه من مكونات طبية. لكن، مقصود مطمئن لهذه الناحية أيضاً. إذ إن "نجاح المتسابق في هذه المنافسة وتطوره من مرحلة إلى أخرى يقوم على برهنة النموذج في المختبرات وتجارياً. بالتالي، مع انتهاء المنافسة يجب أن يكون المنتج صالحاً للبيع".

فضلاً عن إثبات جدارة اختراعه بالفوز، يحتاج مقصود إلى إيمان اللبنانيين بقدرته على إنجاح نموذجه، من خلال دعمه بالتصويت له إذا وصل إلى المرحلة النهائية. إذ إن اختيار مخترع العرب سيكون مناصفة بين الرأي العلمي للخبراء وتصويت الجمهور.