الإثنين 2017/10/23

آخر تحديث: 00:06 (بيروت)

آنجي الحلو.. غيّرت طريقة عرض الدرس

الإثنين 2017/10/23
آنجي الحلو.. غيّرت طريقة عرض الدرس
اختارت مهنة التعليم لأنها تعشق التعامل مع الأطفال (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

"اخترت مهنة التعليم لأنني أعشق التعامل مع الأطفال"، تقول آنجي الحلو لـ"المدن". إذ "أستمتع كثيراً بالوقت الذي أمضيه معهم. وأحرص على أن يستمتعوا في ما ما نقوم به. ما يساعدهم على تنمية قدراتهم في الوقت نفسه".

تفخَر المدرسة الإنجيلية في اللويزة بمعلمة تترك بصمتها المميّزة على شخصيّات تلامذتها، الذين لا ينفكّون يردّدون توجيهاتها التربوية، ويُشهد بتأثّرهم بها في أكثر من مجال في حياتهم. وها هي تحوز وأربعة أساتذة من مدارس أخرى، على جائزة "أفضل معلّم في لبنان". ما رشّحهم تلقائياً إلى "جائزة أفضل معلّم في العالم"، بإشراف مؤسسة فاركي العالمية.

فآنجي، التي تخصّصت في علم التربية في الجامعة اللبنانية، لم تكتسب منها إلا القليل، فيما كل ما هي عليه اليوم يعود إلى ما تعلّمته عملياً على أرض الواقع، وإلى سعيها الدائم إلى اكتساب مهارات وخبرات جديدة في كل عمل تتقنه.

"منذ طفولتي وأنا عضو في الحركة الكشفية"، تروي آنجي، "ولطالما نظّمتُ نشاطات خاصّة بالصغار، فضلاً عن تطوّعي خلال فصل الصيف، لمساعدة التلاميذ على إنجاز فروض العطلة الصيفية. وفي بداية مسيرتي المهنية، عملت مع إحدى المنظمات غير الحكومية، بحيث أخذتُ على عاتقي مهمة تربوية عبر تنظيم ندوات ومحاضرات لأساتذة المدارس الرسمية في محافظتي الشمال والبقاع، عن سبُل ضبط الصف والطرق المناسبة لتصحيح المسابقات".

7 سنوات مرّت على التحاق آنجي بعملها في المدرسة الانجيلية، حيث بدأت مرحلة جديدة شكّلت التحدّي الأكبر في حياتها، من خلال التعامل مع أطفال لديهم صعوبات تعلّمية وآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصّة. توضح آنجي أن "الأطفال ذوي الصعوبات التعلّمية هم الذين يعانون من قصورٍ في واحدةٍ أو أكثر من العمليّات النفسيّة الأساسيّة، التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة. ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع والتفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو أداء العمليّات الحسابيّة".

آنجي التي تدرّس مادة اللغة العربية، لا تكتفي بما تعلّمته في الجامعة، بل تثابر على تنمية نفسها مهنياً من خلال القراءة والدورات التدريبية والمحاضرات التي تتعلّق بصعوبات التعلّم، لفهم أساليب تعليمية جديدة قد تساعد في حلّ المُشكلة وفهم أنواع البرامج والمساعدات التي تُقدّم لهذه الفئة من الأطفال والتلاميذ. "أحاول دائماً تغيير طريقة عرض الدرس، بحيث أنتقل من الأنشطة اللغوية إلى استخدام الوسائل والصور، والاعتماد على الأشياء الملموسة قدر الإمكان في تعليم الطفل".

وتكشف آنجي "أنني أعتمد في عملي على نظرية الذكاءات المتعددة Multiple Intelligence. فأشرح الدرس من خلال الأنشطة التي تستثمر الذكاءات المختلفة، سواء أكانت لغوية أم فنية أو مسرحية أو موسيقية، والتركيز على المواهب والقدرات الخاصة التي أجدها لدى بعض التلاميذ، مثل الفن والموسيقى والرياضة البدنية، واستثمارها في العملية التعليمية".

فخلافاً لأساليب التدريس الحالية لذوي صعوبات التعلّم التي تعتمد على أساليب التدريس التقليدية، التي تركّز على جوانب الضعف لدى أفراد هذه الفئة وتهمل جوانب القوة لديه، تتحدث نظرية الذكاءات المتعددة التي وضعها عالم النفس هاورد غاردنر، عن تفاوت القدرات والإمكانات المختلفة لدى الفرد الواحد. بالتالي، أي فرد يملك 8 ذكاءات هي: الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء البصري المكاني، الذكاء الجسمي الحركي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي وذكاء التعامل مع الطبيعة. عليه، تعتبر النظرية أن هذه الذكاءات تعمل بشكل مستقل، ويمكن تنميتها من خلال التدريب والتشجيع، كاشفة عن الذكاءات القوية لذوي صعوبات التعلم، وسبل استثمارها في تعليمهم الأكاديمي من خلال أنشطة تعليمية في مجالات هذه الذكاءات.

"على سبيل المثال"، تتابع آنجي، "أسعى دائماً إلى التنويع فى الأنشطة والمواقف التعليمية التي أستخدمها للوحدة الدراسية الواحدة. ما يتيح لكل تلميذ أن يستفيد من الأنشطة التي تتوافق مع نوع الذكاء المرتفع لديه. وفي هذا الاطار، أعتمد أسلوباً يهتم بالأسئلة التي تُحفّز التفكير لدى الطفل، كما أحدد مهمّات تُناسب وضع كل تلميذ في الصف. فلا تكون أكبر من قدراته ولا سهلة جداً، مع تحديد وقت مُحدّد لإنهاء هذه المهمات".

لا شكّ أنّ هذا الشغف الذي تُكنّه آنجي للرسالة التربوية، وهي التي تدرّس أطفالاً ذوي صعوبات تعليمية، هو سرّ نجاحها وتألّقها بصورة استحوذت على قلوب تلاميذها. "إذا أحبّ التلميذ معلمه"، تقول آنجي ضاحكة، "فلا شك أنه سيحب مادّته، وسينتظرها من يوم إلى آخر".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها