الإثنين 2017/01/09

آخر تحديث: 00:58 (بيروت)

أتشعرون باكتئاب الشتاء؟

الإثنين 2017/01/09
أتشعرون باكتئاب الشتاء؟
يستَبعد إقدام المصاب بالإكتئاب الموسمي أو إكتئاب الشتاء على الإنتحار (Getty)
increase حجم الخط decrease
تعب وخمول جسدي، تباطؤ في التفكير، شعور بالجوع، الاستعداد للنوم لساعات طويلة وشعور بالحزن. قد تكون هذه العوارض طبيعية، ونتيجة لتغير المناخ وقسوة الشتاء. لكن إن تواصلت هذه العوارض لفترة تتخطى الأسبوعين، وإن تكررت بشكل دوري كل عام، فتكون حينها عوارض اكتئاب الشتاء.

اكتئاب الشتاء هو أشهر أنواع إضطراب العواطف الموسمي (SAD). تبدأ عوارضه بالظهور مع انتهاء فصل الخريف، وتبلغ ذروتها في شهري كانون الثاني وشباط، ثم تتراجع في شهر آذار وتزول في نيسان. يصيب هذا المرض البالغين فوق سن العشرين. لكن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة به، وقد تصبح عوارضه متلازمة مع فترة ما قبل الحيض (PMS). وهذا ما يفسره الطبيب النفسي والأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فريد طليع، بالنقص في هرمون التستوستيرون لدى النساء، الذي يشكل وقاية طبيعية من الاكتئاب. كما أن النساء أكثر استعداداً "لطلب المساعدة النفسيّة من الذكور". ما يسهم في ظهور هذا الفرق في نسب الإصابة. فبعض الرجال في مجتمعنا، وفق طليع، ينظرون إلى الاكتئاب على أنّه ضعف وعيب، وبالتالي يرفضون اللجوء إلى معالج نفسي، بينما "يلجأ أغلب الرجال إلى العلاج النفسي بضغط من شخص آخر، كالزوجة أو الأم".

قد يعود سبب الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب، كما يشرح طليع، إلى محاولة جسم الإنسان تجنب بذل كثير من الطاقة، وتعريض نفسه للمخاطر في فترة ينقص فيها الغذاء ويشتد البرد. وتغير مستوى الضوء في فصل الشتاء يؤدي إلى خفض مستوى هرمون السيروتونين المضاد للكآبة. فغياب أشعة الشمس يدفع دماغ الإنسان إلى تحويل مادة السيروتونين إلى ميلاتونين. كما تدفع العتمة الدماغ للإعتقاد بلزوم البقاء في الداخل وتخفيف النشاط والنوم. إضافة إلى أن لدى بعض العائلات استعداد جيني للاصابة بهذا الإضطراب.

ورغم انتهاء الحالة مع انتهاء الشتاء إلا أنها قد تتجدد بشكل أقسى كل عام. الشعور بعدم القدرة على النهوض من الفراش، الإنحطاط الشديد، انخفاض الإنتاجية، وعدم القيام بالمهمات المتوجبة والتهرب من المشاريع، واستمرار نوبات الحزن والبكاء غير المبرر، كلها مؤشرات على ضرورة الخضوع للعلاج. ويقول طليع إن الأشخاص المكتئبين يشبّهون ما يشعرون به بالألم الجسدي. فهناك بعض التغيرات التي تحصل في الجسم في حالة الاكتئاب الشديد شبيهة بتلك التي تظهر عند الاصابة بالإنفلوانزا.

أما عن العلاج، فـ"فاعلية الرياضة توازي فعالية الدواء، وفق دراسات جديدة" اطلع عليها طليع، الذي ينصح بممارسة الرياضة ولو بشكل خفيف، أي نصف ساعة، ثلاث مرات أسبوعياً. وينصح بتناول الأغذية الغنية بالأوميغا ثري كالمأكولات البحرية والجوز. وفي الحالات الأكثر سوءاً "يتمّ وصف أدوية Wellbutrine وBudeprion. كما يتم تعريض المريض لضوء شبيه بأشعة الشمس والتحسن يبدأ خلال أسبوعين من بدء العلاج".

يُستَبعد إقدام المصاب بالإكتئاب الموسمي أو اكتئاب الشتاء على الإنتحار. بالتالي، لا يؤثر فصل الشتاء على ارتفاع نسبة الانتحار. لكن طليع يحذر من تأثير اللجوء إلى الكحول والمخدرات للحد من الكآبة في تأزيم وضع المصاب، علماً أن "لا احصاءات عن نسبة الإصابة بهذا الإضطراب في لبنان نتيجة عدم وجود وعي بوجوده. فيما يكتشف الأطباء صدفة بعض الحالات أثناء علاجها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها