لكن كاسياس، الذي صار يلعب أساسياً في بورتو، لم يتحول في التضحية به، إلى وحش جماهيري. وهو، كان أصغر بسنوات من عباس عطوي (37 سنة)، كابتن نادي النجمة، الذي أعلنت إدارته، في 18 كانون الثاني، استغناءها عنه. وعطوي، الذي لعب 20 عاماً في النجمة، يُفترض أنه أقل كفاءة من كاسياس، الذي لعب 25 عاماً في ريـال مدريد، أحد أفضل أندية العالم، ولم يجرب أحد من جمهوره أكثر من ابداء الحزن والاحتجاج الهادئ.
لسنا في عالمين مختلفين، ولا في ما نقول إنه اختلاف في أنظمة إدارة اللعبة والاحتراف والهواية. بل نحن، بين الحدثين النموذجيين هذين، في مكان واحد ولعبة واحدة. لكننا نميل من بين أشياء أخرى إلى صنع الأساطير، لا العاديين، من رؤساء وسياسيين ورجال أعمال ورياضيين. وهؤلاء، لأسباب كثيرة، يتحول مريدوهم إلى جماعة عصبوية، لا تقبل شروط الطبيعة، أي تراجع مستوى لاعب بسبب عمره، ولا تقبل أن يكون مخطئاً، كأن يحرض ضد زملاء له في الفريق، كما يشاع عن عطوي نفسه.
هكذا، لا يبدو مستغرباً أن يظهر بعض جمهور النجمة غضباً مبالغاً فيه، كما حصل الخميس 19 كانون الثاني، في ملعب النجمة في المنارة، بتعطيل التدريبات ودخول اللاعبين، في ما لا يستحق حقاً أي حكم سلبي. ذلك أنهم يخسرون هذه المرة رمزهم، الفتوّة والقبضاي، وشفيع تمردهم المتخيل على واقع يستغربون، ربما، عدم تطابقه مع هوياتهم وسلوكهم. إنه قلق الخسارة، الذي لا يعوض، وفقدان بعض من الآمان.
لكن عطوي ليس وحيداً في الحب المبالغ. فهناك الآخر موسى حجيج، شفيع الزعل والتمرد السابق، الذي يقال إن من رحّله عن تدريب النجمة، في بداية مسيرته التدريبية، لم يكن غير عطوي نفسه. نقول إنه عادي أيضاً، فهذا ما لا يحمّل اللاعبين مسؤولية أسبابه. فهما، كما غيرهم، في ما يشيع عن سيرهم، يبدأون فقراء وينتهون من دون تحقيق صعود طبقي واضح، مع تحسن طفيف، لكن واضحاً، في مكانتهم الاجتماعية، مما يصطنعه لهم آخرون قد يقررون، بسبب أو من دونه، تجاوزها قبل أن ينتهي كل شيء.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها