الجمعة 2017/01/20

آخر تحديث: 02:48 (بيروت)

عصابة الكابتن عباس عطوي

الجمعة 2017/01/20
عصابة الكابتن عباس عطوي
لا يبدو مستغرباً أن يظهر بعض جمهور النجمة غضباً مبالغاً فيه (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
قبل نحو سنتين، كان يمكن لبكاء حارس مرمى ريـال مدريد التاريخي إيكر كاسياس، عند انتقاله إلى نادي بورتو البرتغالي، بعد استغناء ناديه عنه بسبب تقدمه في السن وتراجع مستواه، على ما قيل، أن يقول كثيراً. ذلك أن بكاء كاسياس كان من علامات القيامة في هذه اللعبة. لكنه، في معنى آخر، كان إعادة وصل هذه اللعبة، التي لا يتحدث فاعلوها النافذون إلا عن ملايين الدولارات، بواقع العادي من حيواتنا الذي يتورط في حبه ملايين من اللاعبين والجماهير العاديين أيضاً، في بحثهم الدائم عن استقرار انتمائي ومنافسات الهوية.


لكن كاسياس، الذي صار يلعب أساسياً في بورتو، لم يتحول في التضحية به، إلى وحش جماهيري. وهو، كان أصغر بسنوات من عباس عطوي (37 سنة)، كابتن نادي النجمة، الذي أعلنت إدارته، في 18 كانون الثاني، استغناءها عنه. وعطوي، الذي لعب 20 عاماً في النجمة، يُفترض أنه أقل كفاءة من كاسياس، الذي لعب 25 عاماً في ريـال مدريد، أحد أفضل أندية العالم، ولم يجرب أحد من جمهوره أكثر من ابداء الحزن والاحتجاج الهادئ.

لسنا في عالمين مختلفين، ولا في ما نقول إنه اختلاف في أنظمة إدارة اللعبة والاحتراف والهواية. بل نحن، بين الحدثين النموذجيين هذين، في مكان واحد ولعبة واحدة. لكننا نميل من بين أشياء أخرى إلى صنع الأساطير، لا العاديين، من رؤساء وسياسيين ورجال أعمال ورياضيين. وهؤلاء، لأسباب كثيرة، يتحول مريدوهم إلى جماعة عصبوية، لا تقبل شروط الطبيعة، أي تراجع مستوى لاعب بسبب عمره، ولا تقبل أن يكون مخطئاً، كأن يحرض ضد زملاء له في الفريق، كما يشاع عن عطوي نفسه.

هكذا، لا يبدو مستغرباً أن يظهر بعض جمهور النجمة غضباً مبالغاً فيه، كما حصل الخميس 19 كانون الثاني، في ملعب النجمة في المنارة، بتعطيل التدريبات ودخول اللاعبين، في ما لا يستحق حقاً أي حكم سلبي. ذلك أنهم يخسرون هذه المرة رمزهم، الفتوّة والقبضاي، وشفيع تمردهم المتخيل على واقع يستغربون، ربما، عدم تطابقه مع هوياتهم وسلوكهم. إنه قلق الخسارة، الذي لا يعوض، وفقدان بعض من الآمان.

لكن عطوي ليس وحيداً في الحب المبالغ. فهناك الآخر موسى حجيج، شفيع الزعل والتمرد السابق، الذي يقال إن من رحّله عن تدريب النجمة، في بداية مسيرته التدريبية، لم يكن غير عطوي نفسه. نقول إنه عادي أيضاً، فهذا ما لا يحمّل اللاعبين مسؤولية أسبابه. فهما، كما غيرهم، في ما يشيع عن سيرهم، يبدأون فقراء وينتهون من دون تحقيق صعود طبقي واضح، مع تحسن طفيف، لكن واضحاً، في مكانتهم الاجتماعية، مما يصطنعه لهم آخرون قد يقررون، بسبب أو من دونه، تجاوزها قبل أن ينتهي كل شيء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها