كوب على شكل مهبل
يبدو تأثير نظريات فرويد أكثر وضوحاً في الإستراتيجية التي اتبعها برنايز أثناء التسويق لأكواب Dixie Cup البلاستيكية، بحيث عمد إلى إقناع المستهلك بأن الأكواب المعدة للاستخدام لمرة واحدة، هي وحدها الصحية والنظيفة. استطاع بارنايز عبر ربط صورة كوبٍ طافحٍ بالماء مع إحالات مرتبطة بالأعضاء والأمراض التناسلية (لاسيّما المهبلية)، أن يثير خوف المستهلك. ما قاده إلى تحقيق الغاية الأساسية، أي ضمان تجنب المستهلك البضائع المنافسة.
الموز: طعام سياسي
إنتقل بارنايز بعدها إلى اللعب بأدوات الحرب النفسية، التي تجلّت في عمله لمصلحة United Fruit، الشركة المحتكرة لسوق الموز في غواتيمالا، التي كانت أكبر مالك للأراضي في البلاد في أوائل خمسينات القرن الماضي. في البداية، صوّر بارنايز تناول الموز كممارسة وطنية، ودواءً لمشاكل الهضم. لكن ذلك لم يعد كافياً مع إستلام الرئيس غوزمان الحكم في غواتيمالا وقيامه بمصادرة أملاك الشركة الهائلة في العام 1951. عندها، ساهم بارنايز في تأسيس شبكة من العملاء والمخبرين في أميركا الوسطى بهدف معارضة النظام. واستطاع أن يروج لشائعات في صحف أميركية شديدة التأثير على الرأي العام، محاولاً تشويه سمعة الرئيس الغواتيمالي عبر وصمه بالشيوعية، ممهّداً الطريق إلى الإنقلاب العسكري المدبّر من قبل CIA.
ومن أبرز مقولات بارنايز في هذا الصدد: "التلاعب الواعي والذكي بعادات وآراء الناس، هو من أهم عناصر المجتمع الديمقراطي. فأولئك الذين يتلاعبون بهذه العملية الخفية، يشكلون حكومة خفية تجسد الحكم الحقيقي للبلاد".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها