رياح الشرق تعيد طريق الحرير

للمرة الأولى في التاريخ تصل رحلة قطار من الصين إلى بريطانيا، بعد وصول رحلات سابقة إلى 15 مدينة أوروبية من بينها مدريد، هامبورغ، وبروكسل. 

تحاول الصين إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي، الذي يعتبر أهم الطرق التجارية في التاريخ، ويصل بين الصين وبلدان بحر المتوسط. يعتبر العرب في السابق من أبرز تجار هذا الخط، بالإضافة إلى الأتراك، الهنود، الفرس واليونانيين. اكتسب إسمه بفضل تجارة الحرير الصيني، إلا أن بضائع أخرى كانت تنقل بحراً أو براً، وأسهم في التواصل الاجتماعي، السياسي، الحضاري، وكان سبباً رئيساً في نقل مرض الطاعون، بالإضافة إلى اندلاع عدد من الحروب، وقد بني سور الصين العظيم أساساً لحمايته.


سّمت الشركة المنظمة للرحلة بـ"رياح الشرق"، وهو تعبير مقتبس من جملة زعيم الثورة الصيبنية ماو تسي تونغ "على الرياح الشرقية أن تسيطر على رياح الغرب مجدداً". 34 حاوية تضم ثياباً، قماشاً، شنطاً، بالإضافة إلى أغراض للإستخدام المنزلي وبضائع أخرى تصل قيمتها إلى أكثر من 4 ملايين دولار. طول الرحلة 12 ألف كم واستغرت 18 يوماً ومرّت في كازاخستان، روسيا، بيلاروسيا، بولندا، ألمانيا، فرنسا، إلى أن قطعت نفق المانش الذي يصل فرنسا ببريطانيا.

تعتبر الصين أكبر مصدر للبضائع، التي وصلت قيمتها إلى 1.85 تريليون دولار عام 2015. ويأتي تفعيل هذه الخطوة من أجل زيادة التبادل التجاري بين الصين وأوروبا الغربية، للاستغناء تدريجاً عن سفن الشحن التي تأخذ مدة مضاعفة للوصول إلى المناطق نفسها.