السبت 2017/01/14

آخر تحديث: 13:30 (بيروت)

.. وما زال سوبر ماريو تائهاً في نيويورك

السبت 2017/01/14
.. وما زال سوبر ماريو تائهاً في نيويورك
بيع من سوبر ماريو بروس أكثر من 40 مليون نسخة (Getty)
increase حجم الخط decrease
قُدّر سعر امتياز ماريو، شخصية ألعاب نينتاندو المعروفة حول العالم، بـ10 مليار دولار في العام 2012. وهذه القيمة تشمل كامل إنتاج نسخ الألعاب (أكثر من 200 صنف مستقل ومتفرعاته على 11 وسيطاً إلكترونياً) المرتبطة بالشخصية الإيطالية- الأميركية في السوق اليوم.

هو الشخصية الأبرز في عالم ألعاب نينتاندو ومفتاح نجاح الشركة وسيطرتها على سوق الألعاب في اليابان والعالم لعقود طويلة. صممه موظف نينتاندو شيغيرو مياموتو، في العام 1981، بإسم جامب مان Jump Man الشخصية الرئيسية في لعبة Donkey Kong، ثم تحول إسمه إلى ماريو بعد عامين، تيمناً بإسم مالك العقار الإيطالي الأميركي ماريو سيغايل الذي استأجرت منه شركة نينتاندو مكاتبها في نيويورك، وقرر في أحد الأيام اقتحامها مطالباً بالإيجار.


مواصفات الشخصية في غاية البساطة. سمكري أميركي من أصول إيطالية، يتوه داخل شبكة الصرف الصحي تحت مدينة نيويورك حيث يكتشف عوالم عجيبة. تعد نسخة Super Mario Bros في العام 1985 أحد الأسباب الرئيسية في تحوله إلى شخصية راسخة في عالم الألعاب، وهي النسخة الأكثر مبيعاً حتى الآن (بيع منها أكثر من 40 مليون نسخة).

يعد التشويق لاكتشاف عوالم عجيبة وما تخبئه من كنوز وسلالم تنقله من عالم إلى آخر، من العوامل الرئيسية التي حفزت على الإقبال على اللعبة وإدمانها. سمّي الفضاء الذي يجمع كل هذه العوالم بـMushrooms Kingdom (مملكة الفطر) وهي إحالة إلى أنواع فطر مخدر Magic Mushroom معروف بتأثيراته المهلوسة على الإنسان.

تقسم مملكة الفطر إلى عوالم منفصلة، على ماريو تخطيها من أجل تحرير الأميرة ومجابهة الوحش Bowser الذي يخطتفها في قلعته السحرية. تعتبر قوانين اللعبة بسيطة وهي مخصصة لجميع الأعمار. المراحل الأولى تمهيدية، تساعد اللاعب على اكتشاف إعدادات اللعبة والقدرات الشخصية، كما تحركات الخصم وأساليب هجومه، قبل أن تصبح المراحل أصعب خلال الوقت.




تعد سوبر ماريو بروس إحدى أولى الألعاب التي وظفت الموسيقى والصوت بشكل جدي وليس كخلفية فحسب. لم يتم إنتاج الموسيقى بعد انتهاء البرمجة مباشرة، كما كان يحدث يومها، بل كعملية رافقت الإنتاج من أوله، في إطار وظيفتها في خلق التشويق وتحفيز الإدمان على اللعب، وفي مساعدة المستخدم على الإندماج في مزاج اللعبة الخاص.

انتقلت اللعبة في كانون الأول 2016، للمرة الأولى، إلى أجهزة آيفون، تحت إسم Super Mario Run، وهي نسخة معدلة من سلسلة سوبر ماريو بروس التي أطلقت في العام 1985. لكن المثير في النسخة التي أطلقت بعد 30 عاماً، أنها لاتزال وفية لعوالم النسخة الأولى من سوبر ماريو بروس. على سبيل المثال، لا تزال ألوان المراحل نفسها كما النسخة الأولى، أي تتدرج من الفاتح إلى الغامق كلما اقترب ماريو من الوصول إلى قصر الوحش. واحتفظت بمقاطع من موسيقى الخلفية وإيقاعاتها المستخدمة في العام 1985 وبأصوات القفز، تحطيم الأحجار، الحصول على فطر وغيرها من الأصوات التي يصدرها ماريو والمتكررة باستمرار طوال زمن اللعبة. 


إلا أن تغييرات كثيرة جوهرية طالت اللعبة، منها قدرات ماريو المتطورة في القفز، وظهور أعداء جدد لم يكونوا موجودين في نسخة 1985، وطبعاً أساليب حركة ثلاثية الأبعاد واستخدام الأعداء أسلحة متطورة تقصف صواريخ ملتوية (بعكس الصواريخ الأفقية حصراً في السابق). كما أن ماريو في هذه النسخة في حالة ركض مستمر، يعجز عن التوقف ولو لثانية واحدة.

حاول مصمم اللعبة في النسخة المخصصة بالموبايل، العودة مجدداً إلى أول الطريق لضمان نجاح ماريو في وسيط جديد كلياً، ولفتح المجال لنسخ أخرى من ألعاب ماريو من أجل الدخول إلى عالم الموبايل. لذلك، كانت العودة إلى نسخة سوبر ماريو بروس الأكثر شهرة بين جميع النسخ، التي حققت نجاحات في أتاري، سيغا، نينتاندو، وغايم بوي، وتحاول اليوم فتح الباب إلى عالم الموبايل.


قام بتحميل اللعبة في الأسابيع الثلاثة الأولى أكثر من 80 مليون مستخدم، لتتربع Super Mario Run على عرش أكثر التطبيقات مبيعاً على آيفون في شهر كانون الأول 2016 قبل تحولها إلى تطبيق مسبق الدفع (10$ سعر النسخة) مع بداية العام. ما خفّض عدد المستخدمين إلى مليونين. لكن أرباح الشركة وصلت بفعل هذه الخطوة إلى 30 مليون دولار.

حققت اللعبة في أول دخول لها إلى عالم الموبايل نجاحاً كبيراً من خلال مزج الإثارة العجيبة مع النوستالجيا، لتثبت أن موقع شخصية ماريو لا يقتصر على نينتاندو ومتفرعاتها (مع تراجع أتاري وسيغا) فحسب، بل بإمكانه المنافسة كذلك في وسائط أخرى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها