الجمعة 2017/01/13

آخر تحديث: 08:49 (بيروت)

خطوط الأطباء الرديئة: تعجل أو مشاكل من الطفولة؟

الجمعة 2017/01/13
خطوط الأطباء الرديئة: تعجل أو مشاكل من الطفولة؟
نحو 7000 أميركي يموتون كل عام بسبب وصفات طبية مكتوبة بخطوط رديئة (Getty)
increase حجم الخط decrease
كلمات أشبه بالشيفرات، تحتاج أحياناً إلى خبير في علم الخطوط لفكها. هي مشكلة يعاني منها معظم الأطباء حول العالم، خط سيئ ووصفات طبية يصعب أو يستحيل فهمها.

أسباب عدة قد تكون وراء هذه الظاهرة الخطرة التي يتم تناولها في كثير من الأحيان بشكل فكاهي. ولعل أبرزها رواج هذا التقليد الخطي واتباعه من الأطباء حول العالم منذ عقود طويلة. ما حوله إلى عادة تتعزز بسبب ضيق الوقت والإرهاق الذي يصاب به الطبيب أثناء ممارسته مهنته. ففي مدة ثماني ساعات تقريباً، قد يعيد الطبيب توقيعه من خمسين إلى مئة مرة أو حتى أكثر.

أفاد تقرير نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم الطبية في الولايات المتحدة في العام 2006 أن نحو 7000 أميركي يموتون كل عام ويتضرر نحو مليون ونصف، بسبب وصفات طبية مكتوبة بخطوط رديئة، تعتمد الاختصارات بدل كتابة إسم الدواء كاملاً وفيها وصف خاطئ للجرعات. وإذا كان هذا الرقم مرتفعاً في الولايات المتحدة، علينا أن نتخيّل حجم الضرر جراء هذا الأمر في الدول النامية.

يعتقد طبيب الأمراض النسائية رضا خلف أن السبب الرئيسي وراء خط الأطباء السيئ هو "الاعتياد على الكتابة السريعة والاختصارات منذ أيام الدراسة في الجامعة، وتحديداً خلال كتابة المحاضرات، إذ يتطلّب هذا الأمر سرعة لتسجيل ما يقوله الأستاذ المحاضر".

السبب الثاني يكمن "في عدد الأوراق التي على الطبيب إنجازها لكل مريض وتوثيق المعلومات والتقارير المتعلقة به بأقل وقت ممكن لمعاينة أكبر عدد من المرضى"، وفق ما يقول خلف في حديث إلى "المدن".

ويشير خلف إلى أن جنس الطبيب المعاين قد يلعب دوراً في هذا الأمر. "فإذا كانت امرأة، يكون الخط أفضل مما إذا كان رجلاً. ونلاحظ هذا الأمر في كتابة الوصفات".

قد يكون استهتار الأطباء في خطوطهم ناتجاً من إدراكهم أن هذه المعلومات غير مكتوبة للعامة، إنما لأقرانهم من الأطباء والصيادلة. ويمكن اعتبار الأخيرين هم أكبر المتضررين المباشرين من هذه المشكلة.

ويقول الطبيب محمد قاسم إن "من المرجح أن تكون لدى الأطباء مشاكل في ذلك منذ الطفولة، واستمرّت وتفاقمت مع الوقت"، مضيفاً أن ذلك "لا يمنع الطبيب من الكتابة بخط ليس بالضرورة جميل، إنما مفهوم على الأقل يجنّب الصيدلي الوقوع في الأخطاء".

ويلفت قاسم إلى أن "هناك أمثلة كثيرة عن اعطاء الصيادلة دواء غير ذلك المكتوب في الوصفة الطبية بسبب سوء خط الطبيب وعدم فهمهم له".

"في حال لم نفهم الوصفة المقدمة إلينا، ننظر إلى اختصاص الطبيب ونسأل المريض عن حالته ونستنتج الدواء عبر مقاربة اسمه بما هو مكتوب في الوصفة. وفي أقصى الحالات نعاود الاتصال بالطبيب ونسأله عن إسم الدواء"، تشرح الصيدلانية زينب حيدر لـ"المدن".

وتشير حيدر إلى أن "أغلب الوصفات تكون غير واضحة، بالإضافة إلى عوائق أخرى، ككتابة نصف إسم الدواء أو أول حرفين منه أو أول حرف والباقي خط مستقيم، أو حتى كتابة إسم الدواء من دون كتابة الجرعة المطلوبة وطريقة أخذه".

تضيف: "الأمر قد يكون صعباً في البداية، لكن مع الوقت وكثرة الوصفات التي نتلقاها يومياً والخطوط المختلفة التي تمرّ علينا، نكوّن خبرة في هذا المجال ويصبح بمقدورنا فهم غير المفهوم وتفكيك ألغاز خطوط الأطباء".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها