الأربعاء 2017/01/11

آخر تحديث: 10:07 (بيروت)

خالد عبدالرحمن: بوكيمون غو جعلته من 30 مبدعاً

الأربعاء 2017/01/11
خالد عبدالرحمن: بوكيمون غو جعلته من 30 مبدعاً
تعلق خالد بالألعاب منذ طفولته
increase حجم الخط decrease

احتفت الجامعة الأميركيّة في بيروت بخرّيجها خالد عبد الرحمن (25 سنة) بعد تصنيفه ضمن لائحة فوربس لثلاثين مبدعاً أعمارهم تحت الثلاثين عاماً (30 Under 30) بناءً على مساهمته في إنشاء وتصميم لعبة بوكيمون غو، التي انتشرت بشكل كبير بين الشباب في جميع أنحاء العالم. فوربس هي مجلة أعمال أميركية أسبوعية مشهورة بلوائحها وتصنيفاتها. لكن من هو خالد، وما علاقته بعالم تطوير الألعاب الإلكترونية، وكيف وصل إلى ما وصل إليه؟

عاش خالد طفولته مع عائلته المتحدرة من أصول كردية في بيروت، المدينة التي تربّى وتعلّم فيها. تعلق بالألعاب منذ طفولته. وعند دخوله الجامعة الأميركية، متخصصاً في الكمبيوتر، كان هدفه أن يدخل عالم تطويرها وتصميمها. تفوّق خالد في مواد اختصاصه وأهمل كثيراً من المواد الأخرى غير المرتبطة بما يسعى إليه وما يحبّه لأنها كانت بالنسبة إليه مملّة. وهناك في الأميركية، كما يقول، "تجرأ وأصدقاؤه على المبادرة لتصميم لعبة اسمها TOTL التي كانت مشروعاً سيقدمه ضمن آخر سنة أكاديمية قبل التخرج". وهي لعبة ترتبط بعالم ما بعد النفط وهيمنة الطاقة البديلة. واللافت، أنها فازت بجائزة تقدّمها شركة مايكروسوفت. من هنا، بدا كأن أحلام خالد في أن يكون مبدعاً في حقل تطوير الألعاب باتت تلامس الحقيقة.

بعد الأميركية، كانت خطوة خالد السعي إلى إجازة ماستر في علم الكمبيوتر في جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، مركّزاً على محور تنمية الألعاب وتطويرها. أحب خالد، في جنوب كاليفورنيا، المواد ونمط التعليم، الذي تميز بتنوع الفرص المتاحة أمام الطلاب.

يعتبر خالد أن "تجربته الأكثر تميّزاً كانت في تصميم أوّل لعبة خاصة به. فهو من صممها وأطلقها بنفسه مع فريق عمل مكوّن من 60 شخص في الجامعة". إسم اللعبة هو "Bloom"، وهي لعبة يدافع فيها كائن صغير عن الكرة الأرضية من المكنات التي تلتهمها.

وبعد محطتين حافلتين في الأميركية وجنوب كاليفورنيا، بدأ عمله في شركة غوغل بعدما أعجب أحد أعضاء الشركة بعمله حين كان طالباً في جامعة جنوب كاليفورنيا. هكذا، أصبح خالد مدير منتجات في غوغل، ويتولّى إدارة فرق عمل مكوّن من مهندسين ومصممين، يقودها إلى تركيب مفاهيم ألعاب ترقى إلى ما يريده الناس وما يناسب معايير الشركة. وهناك في غوغل، ساهم خالد في جزء من عملية تطوير لعبة بوكيمون غو. "دائماً كان لدي آمال عالية في هذه اللعبة، لكن لم يكن أحد يتوقع هذا النجاح الرهيب الذي حققته اللعبة، وانتشارها في كل أنحاء العالم".

يرى خالد أن جزءاً أساسياً من نجاح بوكيمون غو يعود إلى جمعها بين أهمّ الأشياء المحبوبة في العالم بطريقة لعب سهلة وبسيطة، وإلى الأسلوب الجديد الذي طرحته اللعبة والمعروف بـ"الواقعية المعززة"، حيث أن ممارسها يدمج العالم الرقمي بالعالم الواقعي أكثر فأكثر، فيبحث المرء عن البوكيمون الرقمي في أماكن عيشه وتنقله.

ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج هذا النوع من الألعاب التي كانت نتيجة دخول الهاتف الذكي في سوق الألعاب. فمنذ عشر سنوات تنتشر الألعاب "المستقلّة والمجانية". ما أثرّ سلباً على الأنماط الأخرى من الألعاب التي تعود لشركات، وغالباً ما تكون مخصصة للكمبيوتر أو البلاي ستيشن التي ظنّ البعض أنها فانية. لكن في رأي خالد، "أدّى الصعود السريع للألعاب الهاتفية المستقلة إلى إزدحام سوقها، فعادت إلى الواجهة ألعاب الكمبيوتر وغيرها. ما أكد أن سوق الألعاب مرنة جداً".

يجد خالد في تصنيفه على لائحة فوربس أمراً "قد لا يحدث تغييراً جوهرياً في حياته المهنية، إلا أنه من الجميل أن يحصل الإنسان على تقدير لجهوده. وهذا ما يحثّني دائماً على تطوير نفسي والمثابرة نحو الأفضل". من هنا، لن تتوقف مسيرة خالد عند هذا الحدث، بل يتواضع على إثره ويتابع تحقيق هدفه وهو الاستمرار في ما يحب، أي تطوير الألعاب، خصوصاً بعدما عينته جامعة جنوب كاليفورنيا أستاذاً لمواد متعلقة بتطوير الألعاب وتصميمها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها