الثلاثاء 2017/01/10

آخر تحديث: 01:19 (بيروت)

موديلات الحجاب.. من تركيا إلى "التوربان"

الثلاثاء 2017/01/10
موديلات الحجاب.. من تركيا إلى "التوربان"
أصبح الحجاب جزء أساسياً من الأزياء وصيحاتها التي تتغيّر من موسم لآخر (Getty)
increase حجم الخط decrease
شهد الحجاب، على مدار قرنٍ من الزمن، كثيراً من التغيرات، رافقت تحولات في الأنظمة السياسية والحياة الاجتماعية، وحتّى الثقافية. ورغم أنه لم يخرج بعد من دائرة الجدل في رمزيته حول إذا ما كان واجباً دينياً أو تقليداً موروثاً، استطاع الحجاب أن يدخل عالم الأزياء، فانتقلت المرأة العصرية التي تضع الحجاب، من مفهوم "المنديل" الذي يحجب شعرها، وبالتالي "فتنتها"، وفق الغايّة الشرعيّة منه، إلى مفهوم "الزيّ"، الذي تستطيع من أسلوب وضعه واختيار نوعه، أن تبرز شخصيّتها الأنثوية المواكبة لـ"الموضة".

وإذا كان الحجاب في النصف الأول من القرن الماضي، رغم ندرة النساء المحجبات في تلك الحقبة، أخذ شكلاً واحداً في لباس الملايا مع البرقع، قبل أن ينتشر في أوائل الثمانينات مع النقاب والشادور والحجاب المستطيل الذي يُظهر العينين، بقيت نسبة من النساء في مطلع القرن الواحد والعشرين إلى اليوم، على كلاسيكيته انطلاقاً من قناعات دينية أنّ الحجاب مهمّته "الستر" فحسب، من دون محاولات التغيير من شكله. إذ لانزال نشهد نساءً يرتدين النقاب والشادور مع العباءات الطويلة والفضفاضة، خلافاً لفئة واسعة من النساء ولاسيما الشابات، اللواتي كسرن ذلك التقليد، وأدخلن لمساتهن التجديدية، التي تطورت سريعاً.


تجديد
في الواقع، تعتبر تركيا في العقد الأخير، السباقة والمصدرة الأولى لآخر صيحات موضة الحجاب، اللفات الجديدة، الطبعات، الألوان والنقشات الرائجة في كل موسم. فأتاحت للنساء المحجبات خيارات واسعة، أخرجتهن من النمطية والتقليد في اختيار ما يناسبهن. أضف إلى ذلك، ما اجتاح الإنترنت في الآونة الماضية، من مئات المواقع والصفحات تحت عناوين مختلفة، تُعنى بكيفية وضع حجاب عصري، يبرز أناقة المرأة في المناسبات وفي حياتها العملية والاجتماعية. ما يعزز ثقتها بنفسها وإمكانية ظهورها متميّزة.

من تلك العناوين: "بالصور والخطوات تعلمي كيفية لف حجابك بـ10 طرق جديدة وعصرية". "كيف تختارين لفّة الحجاب التي تناسب شكل وجهك؟". "أخطاء تقع فيها المحجبات تفسد إطلالتك اعرفيها". هكذا، أصبح لابتداع موديلات الحجاب احتمالات لا تُحصى تتيح للمرأة مساحة واسعة من الابتكار. لكن، ثمّة عدداً من اللفات هي الأكثر رواجاً وجذْباً للمحجبات. منها ما يرتكز على الرقبة في لفتيّن معاكستين. ومنها ما يكون ضيّقاً على الرقبة ويُترك ذيل الحجاب يتدلى بشكل طويل. ومنها ما يجعل الحجاب ينسدل عفويّاً على الكتفيّن. وهذه اللفة انتشرت بكثافة لسهولة وضعها في الحياة اليومية. ومنها ما يرتكز على الموديل الخلفي للحجاب، لكنها غالباً ما تُستعمل في المناسبات.


هذه الموديلات وغيرها، حافظت على رمزيّة الحجاب، ولم تُخرجه من دائرة إظهار الوجه مع اخفاء الشعر والرقبة والأذنين. لكنّ موديل "التوربان"، الذي روّجت له الفتاة الأردنيّة رزان المومني في العام 2015، على صفحتها على انستغرام التي تستقطبت نحو 16 ألف متابع، يُعتبر الأكثر جرأة بسبب خروجه عن المألوف وكسره نمط الحجاب وشروطه، فواجهت الشابة في الوقت نفسه، حملتين مضادتين من الانتقادات والترحيبات.

ذلك أن "التوربان"، مستوحى من عمامة الشيخ في الهند، وهو عبارة عن غطاء للرأس يغطي الشعر ويُظهر قليلاً من جذوره، مع الرقبة والأذنين، ويمكن وضعه بأكثر من 15 طريقة، بحسب الصور والفيديوهات التي تنشرها رازان في حسابها. لاحقاً، انكبّ المصممون على التفنن في "التوربان" وإدخاله غطاءً للرأس في الحفلات والمناسبات، فشهد اقبالاً واسعاً من سيدات يتمتعنّ بالجرأة.


نقشات وأقمشة
سار مفعول التحولات أيضاً، على نقشات الحجاب وألوانه التي تخطّت الأسود والأبيض. ففي كل موسم، تشهد الأسواق تبدلاً في نقشات الحجاب وألوانه، بما يتناسب مع الاجواء الخريفية والشتوية، أو الربيعية والصيفية، كأنها جزء أساسي من الأزياء وصيحاتها التي تتغيّر من موسم إلى آخر. إذ تتبدل الألون من نارية داكنة وترابيّة متدرجة في البرد، إلى ألوان ربيعيّة وفواتح زاهية مع ارتفاع درجات الحرارة. ومن نقشات مُحفرة وهادئة، إلى تطريزات متداخلة بين الدوائر والمربعات والأزهار والتمشيحات والحروف العربيّة.

كذلك الأقمشة، لعبت دوراً أساسياً في اختيار المرأة حجابها. وإذا كان الحجاب الحرير هو الأغلى ثمناً وتسعى المحجبات إلى اقتنائه، لأنه يعطي مظهراً أنيقاً ومميزاً، ثمّة أنواع أقمشة أخرى، جذبت المحجبات لسهولة استعمالها وسعرها المقبول. فمن الحجاب القطن الأكثر انتشاراً واستعمالاً لأنّه مادة خفيفة وسهلة في الوضع، إلى الحجاب الفوسكوز وهو مادة فضفاضة تمتصّ الحرارة والرطوبة وتحتوي على ثغرات تجعله صحيّاً أكثر، مروراً بالحجاب الساتان ذي اللمعة الذي غالباً ما يستعمل في المناسبات والسهرات وهو من الأقمشة التي تساعد على تهوئة الشعر. وصولاً إلى الحجاب الكتّان، الذي غالباً ما تستعمله السيدات في فصل الصيف لما يُشعرهُن من برودة وراحة. كذلك، يوجد الحجاب المصنوع من التل، ويعتبر الأقل رواجاً بسبب فتحاته ونسيجه الخفيف والشفاف الذي يصعب من تغطية الشعر كاملاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها