الأربعاء 2016/09/28

آخر تحديث: 03:05 (بيروت)

طرابلس: السمكة الحرة من الأجداد إلى غينيس

الأربعاء 2016/09/28
طرابلس: السمكة الحرة من الأجداد إلى غينيس
وبين فينةٍ وأخرى يوجه الطهاة تعليماتهم وهم يركضون من واحدٍ إلى آخر (شفيق مكاري)
increase حجم الخط decrease

لم تلتزم أجواء مهرجان الفيحاء للطهي حدودها في حديقة المدرسة والمعهد الفني في ميناء طرابلس. فالرائحة الذكيّة، خرقت أنفاس الزوار قبل دخول باحة المهرجان، الذي أقامته جمعية قصر الطهاة اللبناني وجمعية الإرشاد القانوني والاجتماعي برعاية بلدية الميناء.

سجادة حمراء طويلة تستقبل المتحمسين إلى حضور فاعاليات طبق السمكة الحرّة من 400 كلغ، وهو يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بـ3 آلاف سندويش حضرها 70 طالباً من المدرسة الفندقية، في 45 دقيقة فقط.

التفاصيل الجانبية لعبت دوراً أساسياً وجاذباً. من جهة اليمين، وإلى جانب الأطباق النباتية والمناسف والمغربية والحلويات، تصاعد الدخان من خاروف كبير يتقلب على السيخ فوق النار، قدمته مؤسسة ABS التي تملك قاعة الفيحاء في الميناء، "ولديها أكبر مطبخ في المدينة مزوّد بأحدث المعدات، استفاد منها الطلاب، واستطاعوا انجاز أكبر صحن سمكة حرّة تلقوا تعلميات اتقانه من أساتذتهم على مدار أسبوع كاملٍ، إلى أن بدأوا تحضيره منذ الخامسة فجراً من يوم المهرجان"، وفق طارق ناجي المساعد التنفيذي للمؤسسة. 



أمّا على جهة اليسار، فيكتمل أساس المشهد، حيث يقف الطلاب بملابس الطهاة خلف طاولات امتدت على طول الحديقة، يتوسطها طبق السمكة الحرّة إلى جانبه أواني التوابل من الخسّ والبندورة والطحينة، وينتظرون "صفّارة" البدء بإعداد السندويشات، من الشيف جورج دبس منظم المهرجان الأول من نوعه في طرابلس، الذي يقول لـ"المدن": "سندخل موسوعة غينيس بجهد طلاب، فهم من تحمسوا للفكرة وبذلوا جهداً كبيراً من أجل إنجازها. وفكرتنا التي أردنا بها تكريم الطهاة الذين أعطوا قيمة للمطبخ الطرابلسي، لأنّ طبق السمكة الحرّة هو هوية الميناء التي ورثناها عن أجدادنا".

وبسرعةٍ لا يمكن ادراكها نظرياً، تراتب العمل بين كلّ 3 طلاب. الأول يدهن السمكة الحرّة على الخبز، الثاني يضع التوابل، والثالث يلفّها بالورق ثمّ يعطيها إلى طلابٍ تولوا مهمّة عدّ السندويشات ووضعها في قوالب خشبية كبيرة. وبين فينةٍ وأخرى، يوجه الطهاة تعليماتهم وهم يركضون من واحدٍ إلى آخر: "يلا عجلوا، لفوّها أحسن، حطوّا بعد، بسرعة يا ابني.."، والطلاب تارةً ترتفع حماستهم، وتارةً يزداد توترهم، إلى أن أنجزوا المهمّة بنجاح في 45 دقيقة رغم أجواء الضغط من العيون المسلّطة عليهم، فدخلوا موسوعة غينيس.


وفي حين سيتخلل المهرجان، في يومه الثاني، في 28 أيلول، مسابقات في الطهي بين طلاب الفندقية من مختلف أنحاء الشمال، يشير رضوان علي لـ"المدن"، وهو أحد الطلاب المشاركين في طبق السمكة الحرّة، إلى أنّ "هذا الاختبار هو بداية الطريق لدخول عالم الطهي بحبٍ وشغف، إذ تعلّمنا الالتزام بالوقت وتقديم اللقمة الطيبة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها