في أواخر السبعينات إنتهى الحلم الفيروزي، في تجربة ستيان، وحتى في تجربة فيروز نفسها. وذلك بعد سنوات قليلة على بداية الحرب الأهلية اللبنانية، التي قضت في سنتها الأولى، 1975، على مختبر ستيان في باب إدريس. ما دفعه في وقت لاحق إلى الإنتقال إلى الزلقا.
وهذه نهاية تحمل مفارقاتها. إذ إن ستيان، الذي فاز في العام 1967 بجائزة الاتحاد الدولي للمؤسسات السياحية الحكومية في توكيو اليابانية، كان متخصصاً في الصور السياحية ورموزها، التي طغت عليها في وقت لاحق صور الخراب. وما يشيع من صور لشجر الأرز وصخرة الروشة وقلعة بعلبك وساحة الشهداء، وغيرها من الشواهد التاريخية، ليست غير صور ستيان. في حين لا يمكن العثور، في ما هو متاح من صور له، على أي صور للحرب، التي امتدت 15 عاماً، كان في نصفها الأول منشغلاً في تصوير 99 نوعاً من الزهور التي تنبت في لبنان.
لكن مصور الطبيعة، على ما يعرف، كان أحد أبرز مصوري البورتريه في لبنان، لسياسيين وفنانين لبنانيين وعرب. صور للرؤساء كميل شمعون وشارل حلو وبشير الجميل وأمين الجميل، بالإضافة إلى بيار الجميل وكمال جنبلاط وكامل الأسعد ومجيد أرسلان وغسان تويني والسيد موسى الصدر، ودعي مرتين إلى سوريا لتصوير الرئيسين حافظ الأسد، في العام 1995، وبشار الأسد في العام 2000. فيما تبدو صورة مخائيل نعيمة، التي التقطها نحو العام 1969، في منزل الأخير في بسكنتا، رمزاً تصويرياً لا ينسى. عدا عن صور فيروز، التي تصدرت معظم ألبوماتها، وصور صباح وسعيد عقل ونادية تويني ونجيب حنكش.
في كل الأحوال، لا تبدو صورة صخرة الروشة أو قلعة بعلبك بعيدة من صورة شمعون أو نعيمة. صخور جامدة. لكن هذه الصور، في 26 أيلول، حررت من الأرشيف، بعدما اشترت جامعة القديس يوسف في بيروت مكتبة صوره، لـ"أهمية إرثه الذي أرخ بالأسود والأبيض لمرحلة غنية قبل أن ينتقل إلى الألوان، حيث رصدت عدسته شخصيات تاريخ لبنان الحديث من السياسة إلى الفن والثقافة وصولاً إلى المهرجانات والمعالم التي ميزت بلد الأرز".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها