رياض الرطل بطل عالمي في الكيك بوكسينغ

كان خبر فوز اللاعب رياض الرطل ساراً على مدينته طرابلس، بعدما تُوّجَ بطلاً عالمياً في الكيك بوكسينغ (Kickboxing)، في 25 أيلول، وحصوله على الميدالية الذهبية في فئة وزن 65 كلغ، في بطولة العالم التي تقام حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، بعد اجتيازه مباريات عدّيدة يصفها بـ"التحدي المشوّق والصعب".

المفارقة اللافتة، أنّ تتويج الرطل بطلاً عالمياً جاء بعد خوضه مبارتيّن فاز فيهما. الأولى في مواجهة اللاعب الكوسوفي دجينا كاسبير (Gjina Casper)، والثانية في مواجهة اللاعب الألماني طوون لوكا (Touon Luka)، إلى أن تأهل إلى النهائيات، ووقف أمام الأميركي ربيع زهرا، وهو من أصول لبنانية، فدارت بينهما مباراة قوية جداً، لاسيما أنّ زهرا معروف بحرفيته، وسبق أن فاز بـ5 بطولات عالمية، ولديه 7 أحزمة.

لم يأتِ فوز الرطل من عدم. فهو البالغ من العمر 26 عاماً، المتأهل حديثاً ولديه طفلة، وأستاذ ثانوي في مادة الرياضيات، خاض أكثر من 160 مباراة دولية وعربية في الأردن ومصر وتركيا وتايلند. وانتقل من صفة مُتدرِب في نادي يغمور الرياضي في طرابلس، إلى صفة مدرّب لمع إلى جانب مدربه العالمي هاشم يغمور، الذي غذّى قدراته منذ كان طفلاً في السادسة من عمره.

يغمور الذي يصف الرطل بـ"تلميذي الخلوق"، يقول عنه لـ"المدن": "كنت واثقاً من جدارة رياض وشجاعته، لكن فوزه كان مفاجئاً وصدم الجميع وأسعدهم، ونحن نفتخر به اسماً شبابياً جديداً يرفع اسم لبنان وطرابلس ونادي يغمور عالياً. فاللاعب المحترف والناجح صاحب أخلاق يتمتع بروح رياضية لا يستفزّ منافسه، ويتمتع أيضاً بقوّة القلب واللياقة البدنية. وهذه الصفات تجتمع كلّها في شخص رياض، الذي سيتحفنا مستقبلاً بمزيد من الإنجازات الرياضية".

وكان الرطل قد أختير ممثلاً خارجياً للبنان بعد تصفيات المنتخب اللبناني، فسافر إلى ولاية فلوريدا في أميركا الأسبوع الماضي بدعمٍ من الرئيس نجيب ميقاتي الذي أمّن له تكاليف السفر. وهو يقول لـ"المدن" إن "المنافسة بدأت من لبنان حتى استطعت الوصول إلى هنا، أيّ أميركا. وبعد قياس الوزن (65 كلغ) والقيام بالتحاليل الطبية اللازمة، بدأت القرعة وفزت بها، وشاركتْ في البطولة 28 دولة من حول العالم بأساليب مختلفة. أمّا الأسلوب الذي نلت فيه الميدالية الذهبية، فهو Kick boxing full contact، ويعتبر من أقوى الأساليب لأنه يعتمد على الخفّة. وحالياً، سأبقى لأسبوع في أميركا، حيث أستعد لمباراة جديدة اسمها K1، التي ستتضح تفاصيلها في الأيام المقبلة".

وفي الوقت الذي تشارك فيه عائلة الرطل فرحة بطولة ابنها مع الأقارب والأصدقاء ويستعدون لاستقباله والاحتفال به، يروي والده لـ"المدن"، أنّ "ليلة المباراة عشناها على أعصابنا ولم ننم أبداً إلى أن أبلغنا بفوزه". يضيف: "رياض مع أخوته الثلاثة، تربوا على حبّ الرياضة واحتراف أساليبها، لكنه استطاع أن يبرز نفسه وقضى معظم أيام مراهقته وشبابه بين النادي والمدرسة، فكبر على يد يغمور. وهو معروف بأخلاقه الحميدة وشغفه وحسن سلوكه، ونحن الآن مع مدربه، نحصد ما زرعناه فيه ومعه".

الرطل الذي لن يعود إلى لبنان قبل الأحد المقبل، يقول: "هذه اللعبة فتحت شهيتي على العالمية، وأصبحت متشوقاً للمشاركة في مباريات دولية فيها تحديات أكبر، كأنني أتحدى نفسي. لكن الرياضي يحتاج إلى التفرّغ والمردود المادي الذي يكفيه، وهنا التحدي الكبير. فإذا استطعت الحصول على دعم يكفي لقضاء نصف نهاري في التدريبات المكثّفة، ستكون فرصة الذهاب نحو العالمية في رياضة الكيك بوكسينغ، أكثر احتمالاً".