الإثنين 2016/07/25

آخر تحديث: 15:13 (بيروت)

بلدية الخيام: منع ركض النساء.. سراً

الإثنين 2016/07/25
بلدية الخيام: منع ركض النساء.. سراً
بلدية الخيام بقرار من الرئيس رفضت تمويل المشاركة في "حرمون ماراثون" (المدن)
increase حجم الخط decrease
منع النساء في الخيام من المشاركة في "حرمون ماراثون"، كان الحدث الثالث الذي سجل خلال أسبوع واحد، في جنوب لبنان، ويفرض منعاً على النساء. وهذا القرار، كما سابقيه، فسره بعض أهالي الخيام بوجود "بيئة حزبية لا تشجع على الإختلاط". ما انعكس مشاركة خجولة، من شبان الخيام وشاباتها، في الماراثون، مقارنة بالسنتين الماضيتين، إذ قدر عددهم بنحو عشرين شخصاً من الجنسين، وفق الجمعية. 

المفارق أن تواصل المشاركين مع إدارة الجمعية تم عبر إحدى الجمعيات المحلية في البلدة، لا عبر البلدية، "التي صرحت بنيتها عدم السماح للفتيات بالمشاركة"، وفق ما أفاد مصدر من إحدى الجمعيات النسائية الناشطة في البلدة، واصفاً القرار بـ"الإمتداد للممارسات التي اتبعتها بلديتا جبشيت وعيترون، والقاضية بمنع الإختلاط بين الجنسين إضافة إلى قمع النساء".

إلا أن بلدية الخيام نفت صدور أي قرار يمس بالحرية الشخصية لأي من أفراد البلدة. ويقول علي العبدالله، رئيس بلدية الخيام في حديث إلى "المدن"، إن "قرار عدم دعم المشاركة الخيامية في السباق أتخذ قبل ساعات قليلة منه، أي عشية يوم السبت الماضي على خلفية عدم تسجيل عدد كاف من الشباب والشابات الراغبين في المشاركة".

وفي التفاصيل، يروي العبدالله أنه بعد التواصل مع إدارة الجمعية المنظمة للماراثون قبل نحو أسبوع من موعده، وافقت البلدية على تأمين النقل والملابس الخاصة بالمشاركين على نفقتها الخاصة. لكن رغم الدعوات والإعلان والحملات الترويجية التي قامت بها البلدية لتشجيع السكان على المشاركة، لم تتلق سوى ستة طلبات من أربع فتيات وشابين، بالإضافة إلى عشرة طلبات كان قد تقدم بها شبان وشابات إلى جمعية مهتمة بالرياضة في البلدة. وبالتالي، "كان عدد الطلبات قليلاً جداً نسبة لعدد سكان الخيام المقيمين في البلدة صيفاً". وهذا مؤشر على أن الخياميين لا يحبذون هذا النوع من النشاطات، وفق العبدالله، "وبناءً عليه قُرر عدم تقديم أي بدل مادي يسهل المشاركة في هذا النشاط"، نافياً نفياً قاطعاً أي علاقة للهيئات الحزبية والدينية بهذا الموضوع.

لكن تفاصيل الرواية تختلف، بحسب التسريبات التي وصلت إلى فايز أبو العباس، أحد أعضاء البلدية، الذي يقول في حديث إلى "المدن" إن "البلدية بقرار من الرئيس رفضت تمويل هذا النوع من النشاطات الذي يشجع على الإختلاط بين الجنسين". وكانت الموافقة على المشاركة مشروطة بتغييب دعم العنصر النسائي المشارك في السباق، وتطور الرفض ليطال دعم البلدية لمشاركة أي من أبناء البلدة بهذا النشاط مع الإبقاء على الحرية الشخصية لأي منهم بالمشاركة بصفة شخصية. ويلفت أبو العباس إلى أن هذا القرار لم يوافق عليه الخياميون، "إلا أن إحترام قرارات البلدية التي تمنع الإختلاط بين الجنسين والتي تعكس مبادئ حزبية هو واجب أبناء البلدة نظراً للواقع الأمني والتاريخي للمقاومة في البلدة".

من جهة أخرى، تؤكد رئيسة جمعية "حرمون ماراثون" عايدا جمعة، على تواصلها مع البلديات كلها في منطقتي مرجعيون وحاصبيا بالتنسيق مع محافظ النبطية بعدما كان التواصل يتم في السنوات الماضية مع الجمعيات الموجودة في هذه البلدات. وفي هذا الإطار، جرى التواصل مع بلدية الخيام الممثلة برئيسها الذي أعرب عن تعاونه وتجاوبه تجاه هذا النشاط ونيته بتأمين النقل والملابس للمشاركة كالبلديات الأخرى. إلا أنه أبلغ الجمعية عشية يوم السبت بعدم تلقي البلدية أي طلب من أبناء الخيام للمشاركة في السباق.

وفي تأكيده عدم وجود موقف سلبي من النساء، يعبر العبدالله عن نيته إنشاء فرق رياضية للجنسين وتحضير عدد من النشاطات الترفيهية بالتعاون مع الجمعيات النسائية في البلدة، ومنها سباق يجمع الطرفين خاص بالبلدة، لكن تحت إشراف البلدية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها