الإثنين 2016/07/25

آخر تحديث: 00:24 (بيروت)

"النادي العلماني": الحراك لم ينته بل تحوّل

الإثنين 2016/07/25
"النادي العلماني": الحراك لم ينته بل تحوّل
الناس فقدوا ثقتهم بالحراك بسبب تعدّد القضايا (محمود الطويل)
increase حجم الخط decrease

في 22 تموز 2015، بدأت تحركات ما سيعرف لاحقاً بـ"الحراك المدني"، على خلفية أزمة النفايات. أقله، في السنوات الخمس الماضية، كان الحراك التجربة الأكثر تعبيراً عن سعي فئات متعددة من اللبنانيين إلى إحداث تغيير ما، وإن لم تكن خاتمته، وما وصل إليه أو أنتجه، واضحة أو جذرية. كان تجريباً ضرورياً، في كل الأحوال. خلال الأيام المقبلة، تستعيد "المدن" الحراك في سلسلة مقابلات مع أبرز فاعليه. وفي ما يلي مقابلة مع العضوين في "النادي العلماني في الجامعة الأميركية" في بيروت إبراهيم عبدالغني ويمنى مروة.


لطالما كان "النادي العلماني في الجامعة الأميركية" حاضراً في الصفوف الأمامية في معارك مواجهة السلطة. وإنطلاقاً من قناعته بأهمية دور الطلاب في قضايا الشأن العام، أدى النادي، خلال الحراك المدني الشعبي في صيف 2015، دور حلقة الوصل بين الطلاب وساحات النشاط السياسي والنضالي، موظفاً طاقاته ونشاطاته في الحشد، فـ"توقف عملنا الإعتيادي داخل الجامعة، وجنّدنا أنفسنا للحراك"، على ما يقول عبدالغني.

في بداية الحراك، لم يكن نزول "النادي العلماني" إلى الشارع رسمياً، وإقتصر على مشاركات فردية لبعض الأعضاء. ذلك "أننا لم نتوقع أن تتعدى المسألة مظاهرة واحدة"، وفق عبدالغني. وبعد تطوّر الحراك، وإتخاذه مساراً مفاجئاً، مع تشكّل العديد من المجموعات وتكاثر وإختلاف الشعارات، بدأ النقاشات تكثر داخل النادي في شأن دوره في الحراك. وهنا، تشير مروة إلى أن النقاش الداخلي كان يتمحور حول هاجسين أساسيين هما: "ما هي فعلاً فرص الربح في هذه المعركة في ظل يأس الناس؟ والسؤال الآخر ارتبط بتعدّد المجموعات، وما مدى تأثير ذلك على تماسك الحراك؟".

يقرّ عضوا النادي بتشرذم الحراك وتفككه، لكنهما يعتبران أن "إختلاف الشعارات والعناوين يبقى مفهوماً ومعقولاً نظراً إلى عفوية نشأة الحراك وتطوّر مراحله". ويشير عبدالغني إلى جانب إيجابي في فتح أكثر من جبهة، هو "ضمان إستمرارية طرح القضايا". لكن من جهةٍ أخرى "حين ننظر الآن إلى الوراء، نرى أن الناس فقدوا ثقتهم بالحراك بسبب تعدّد القضايا".

على أن النادي، رغم تعدّد المجموعات الناشطة، اختار أن لا ينضم إلى أي منها. ويفسّر عبدالغني هذا الخيار بالقول: "كنا نرى أن الدور الأهم الذي يمكن أن نؤديه هو ربط الطلاب بالحراك. لذلك، فضّلنا أن نتمسّك بصفتنا الطلابية". ولإتمام هذه المهمة، سعى النادي إلى "تأسيس بلوك طلابي يتألّف من مجموعات طلابية عدة، ونظم مسيرات تنطلق من الجامعة في اتجاه ساحة رياض الصلح، بهدف إحاطة الطلاب غير المعتادين على التظاهر بأجواءٍ مريحة وأليفة"، وفق مروة. كما أنشأ النادي، في مراحل الحراك النهائية، مساحة نقاش طلابية عبر تنظيم سلسلة من الندوات تناولت جوانب متعدّدة من الحراك.

وفي ما يخصّ دور النادي في الاجتماعات التنسيقية مع أطراف الحراك، يشير عبدالغني إلى أن "سلوكنا في الاجتماعات كان دائماً حذراً، إذ كنا ندفع في اتجاه الخطوات المدروسة عوضاً عن ردات الفعل". لكن، رغم ذلك، لم يخشَ النادي من حمل شعارات موجهة ضد السياسيين، مثل "كلّن يعني كلّن"، أو التصويب على النظام بأكمله وإن من خلال الأزمة الآنية.

لا يرى "النادي العلماني" أن الحراك انتهى، خصوصاً أن "مراسم دفنه لم تجرِ بعد. لكنه انتهى بالشكل الذي كان عليه"، وفق عبدالغني، الذي يعتبر أن الحراك ربح معركة الخطاب ضدّ السلطة وفضحَ قصورها وعجزها عن إدارة الشؤون الداخلية. وقد كان "سعي بعض اللبنانيين إلى خوض المعركة الانتخابية البلدية بشكلٍ مستقلٍ نتاجاً لهذا الربح"، وفقه.

أما "المعركة" فلم تنتهِ أيضاً عند النادي. لكن الخطوات المقبلة ترتبط بالمشاركة في معركة القانون الانتخابي، بالإضافة إلى التركيز على تأسيس مجالس طلابية تمثيلية تسعى إلى المطالبة بحقوق الطلاب وانتزاعها، ليس على صعيد "الأميركية" فحسب، بل على المستوى الوطني أيضاً، وفق مروة. ويختم عبدالغني حديثه بالقول: "سيستمرّ النادي العلماني بمقارعة السلطة عبر خوض معارك صغيرة منفصلة تصبّ جميعها في الهدف الأكبر، أي اسقاط النظام الطائفي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها