الجمعة 2016/04/29

آخر تحديث: 12:46 (بيروت)

عرسال:التلاميذ يهجرون المدارس بسبب الإحباط والفرنسية

الجمعة 2016/04/29
عرسال:التلاميذ يهجرون المدارس بسبب الإحباط  والفرنسية
يبدو كأن لا ملجأ لهؤلاء غير البطالة أو العمل في المقالع (mayahautefeuille.com)
increase حجم الخط decrease
تعاني عرسال، كغيرها من بلدات وقرى الأطراف في لبنان، من مشاكل عديدة، على الصعيد الاجتماعي والإقتصادي، من بينها صعوبة إيجاد فرص عمل أو متابعة الدراسة. فالتوظيف في عرسال، إذا وجد، موسمي ومقتصر على المؤسسات الأمنية والتربوية.

يتسبب ذلك بتسرّب إحباط إلى نفوس التلامذة، ويتعاقد ذلك مع مشكلات تعليمية تؤدّي إلى التسرب المدرسي، وترك التعليم، غالباً إلى المقالع ومعامل الحجر وقيادة الشاحنات.

تشير إحصاءات غير رسمية، إلى أن 60% من التلاميذ في عرسال يتسربون من مدارسهم. وهذه النسبة في ارتفاع مستمر، في المدارس الرسمية والخاصة. ولمواجهة هذه المشكلة، تنفذ جمعية "النهضة الخيرية في عرسال"، مشروعاً تحت عنوان "طلابنا ثروتنا"، للحد من التسرب المدرسي، ومحاولة معالجة أسبابه، بتمويل من مكتب المبادرات الانتقالية (OTI)، التابع لـ"الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (USAID).

ويشير منسق المشروع طارق الحجيري إلى أن المشكلة الأساسية هي "ضعف التلاميذ في اللغة الفرنسية والمواد العلمية. ما يؤدي إلى رسوبهم وتركهم المدرسة، لعدم رغبتهم في إعادة صفهم. لذلك، قمنا بفتح دورات تقوية في اللغة الفرنسية والمواد العلمية لنحو 120 تلميذاً، لتحفيزهم على متابعة دراستهم". وهذا ما يؤكده حسن رايد، أحد التلاميذ المشاركين في المشروع، ذلك أن "ضعفنا في اللغة الفرنسية ينعكس سلباً على فهمنا المواد العلمية الأخرى".

في المقابل، يشكل "التعاطي القاسي" للمدرسين مع التلاميذ حافزاً إضافياً لترك هؤلاء دراستهم. لذلك يشمل المشروع حلقات حوارية مع 25 مدرساً، حول طرائق التدريس الحديث والتعليم الناشط، وكيفية التعاطي مع التلاميذ بطرق تقربهم من المدرسة وترغبهم بها. وتشير إحدى المدرسات إلى أنه خلال هذه المحاضرات والنقاشات التي يقدمها متخصصون في المجال التربوي، نتعرف إلى أخطاء وقعنا فيها، وكيفية التعامل معها ومع بعض المواقف التي تؤدي إلى حالة صدام مع التلاميذ في كثير من الأحيان".

أما الطرف الثالث الذي يستهدفه المشروع فهو أولياء الأمور، "من خلال لقاءات حوارية يقدمها متخصصون في كيفية تعاطي الأهل مع أبنائهم في المنزل، وطرق تحفيزهم على متبعة التعليم"، وفق الحجيري. لكن إذا كانت مدارس عرسال الخاصة والرسمية تستقبل مئات التلاميذ الجدد سنوياً، فالجامعات اللبنانية لا تستقبل إلا قلة منهم، إما بسبب التسرب المدرسي وإما بسبب الفقر وارتفاع كلفة الأقساط. فيبدو كأن لا ملجأ لهؤلاء غير البطالة أو العمل في المقالع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها