الجمعة 2016/04/29

آخر تحديث: 12:25 (بيروت)

آمال الشريف: صوت ذوي الاحتياجات الخاصة

الجمعة 2016/04/29
آمال الشريف: صوت ذوي الاحتياجات الخاصة
"هدفي هو أن تعود الطرق والأرصفة إلى الناس"
increase حجم الخط decrease
حين ذهبت آمال الشريف إلى مبنى وزارة الداخلية لتقديم طلب ترشحها إلى عضوية المجلس البلدي في بيروت، من ضمن لائحة "بيروت مدينتي"، واجهت صعوبات آخرت إكمالها معاملتها. فهذه المؤسسة الحكومية، كما غيرها، غير مؤهلة لإستقبال أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، كآمال. إلا أن كرسي آمال المتحرّك الذي لم يمنعها من التنقل بين بلدانٍ وشركات عدّيدة، لم يمثل كذلك عقبة أمام ترشحها للمجلس البلدي، كي تكون "صوت الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة" في مدينةٍ، أقلّ ما يُقال فيها، إنها لا تعترف بهؤلاء، ولا تلتفت إلى حاجاتهم.

وآمال عملت، خلال السنوات الماضية، في 14 شركة في مجال البرمجة والتصميم الغرافيكي، وعملت باحثة في جمعيات متخصصة بشؤون الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وكمخرجة فنية. وهذه الخبرات، التي اكتسبتها خلال هذه السنوات، تجعلها واثقة من كفاءتها لخوض غمار المعركة البلدية، فـ"أنا قادرة على إيجاد وتقديم الحلول للبلدية، لا سيّما في مجال تحسين الطرق والأرصفة. وهدفي هو أن تعود الطرق والأرصفة إلى الناس، وأن يصبح الوصول إلى الأماكن سهلاً ومن دون عوائق".

تتحدث آمال عن التحديات التي يواجهها الأشخاص المعوقون في لبنان عموماً، وفي بيروت خصوصاً، والتي تعود أسبابها إلى عدم تطبيق القوانين المتعلّقة بهم، وإلى عدم تقديم البلدية التسهيلات الضرورية لهم. فـ"الأرصفة الوحيدة المطابقة للمعايير الدولية هي أرصفة في وسط بيروت. وفي ما عدا ذلك، نحن نواجه صعوبات خلال المرور على أي رصيف، أو محاولتنا ركن سياراتنا أمام أي سوبر ماركت، أو التسوق في أي متجر". ومصدر هذه "المخالفات الكبيرة"، على ما تقول، هو "الفئات الحاكمة التي يفترض بها أن تحمي المهمشين". وفي هذا السياق، تؤكد آمال أنها قادرة على "إقتراح أفكار مع حلول عملية لهذه المشكلات"، وهي في صدد تطوير تطبيق هاتفي متخصص بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

قادت آمال نضالاً فردياً لتحصّل حقوقها، إن كان لجهة الحصول "على حق الركن في باركينغ سبينيس"، أو "إلتقاط صور لسيارة وزير مركونة في موقف مخصص للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة"، أو "فرز النفايات بمفردي"، كما تروي. لكنها اليوم، قررت أن تنقل نضالها إلى الحقل العام، وأن تُعنى بشؤون إحدى فئات المجتمع المهمشة من خلال مشاركتها في السلطة المحلية، فـ"هم يعتبرون أنني أمثّل قضيتهم وأحمل صوتهم، وقد أبدوا دعمهم لي ولترشحي".

إلى جانب دعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، تتلقى آمال دعماً وتأييداً من معارفها على مواقع التواصل الاجتماعي، الشاهدة على نشاطها في مجال حقوق الأشخاص المعوقين، وعلى فنها كمصورة فوتوغرافية تستخدم "فايسبوك" كمعرضٍ لصور المناظر الطبيعية ووجوه الناس.

تنقلت آمال، خلال مسيرتها المهنية، بين قطر والسعودية ولبنان. وعن سبب عودتها الدائمة إلى بيروت، تقول إن "بيروت مدينتي اللي ما بتخلى عنها. أحب بيروت وكورنيشها كثيراً. وأحب طيبة الناس في لبنان". وفي حال وصولها إلى المجلس البلدي، ستكون مهمة آمال الشريف مضاعفة، فهي تحمل هموم قضيتين؛ قضية بيروت وناسها عموماً، وقضية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في بيروت خصوصاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها