السبت 2016/02/06

آخر تحديث: 21:46 (بيروت)

الحراك يلاحق الحكومة.. و"طلعت ريحتكم" تطلق "زيباليكا 1"

السبت 2016/02/06
increase حجم الخط decrease
ليس واضحاً ما الذي ينتظره الناس من الحراك عند كل تحرك يدعو إليه. لكن الواضح، في التحركات الأخيرة، أن ما يسبق كل تحرك من كلام وحماسة لا ينتقل إلى أرض الواقع، لسبب يبقى مجهولاً، لكنه يُلحق بموجة إحباط تعلن عبر مواقع "السوشيل ميديا"، وكأن شيئاً منتظراً لم يحصل. وهذا ما حصل السبت أيضاً، في التحرك الذي بدأ منذ العاشرة صباحاً في ساحة رياض الصلح.


على أن هذا التحرك بدا في آخر النهار كأنه اعتصام طويل بلا مواجهة، أو لقاء بين الناشطين أنفسهم، أو احتفال بـ"الاختراع"، الذي وصل ظهراً إلى رياض الصلح، وفاجأت به مجموعة "طلعت ريحتكم" المشاركين في التحرك، وهو عبارة عن منجنيق خشبي، حمل إسم "زيباليكا 1"، ويمكن عبره قذف النفايات إلى المنطقة الممنوعة على الحراك، أي خلف السد الذي شكلته القوى الأمنية، بعدما أزال ناشطو الحراك العوائق الحديدية صباحاً. لكن "سلاح الشعب في وجه حكومة الزبالة وسلطة الفساد"، على ما عرفته "طلعت ريحتكم"، سرعان ما تحول إلى أداة لهو لبعض الشبان الموجودين في الساحة.

ويقول الناشط في "طلعت ريحتكم" علي سليم إن "اعتصام اليوم كان يفترض أن يتزامن مع جلسة حكومية، لكنها لم تعقد، مع العلم أن هذه الجلسة كان من المفترض أن تكون مخصصة لتوقيع عقود صفقة ترحيل النفايات، ونحن هنا للتأكيد على رفضنا تمويل هذه الصفقة من جيوب الشعب اللبناني، بالإضافة إلى أن التمويل لا يزال مبهماً حتى الآن". وحول منجنيق "زيباليكا 1" أشار سليم إلى أن "هذه هدية صغيرة إلى الحكومة اللبنانية، ومكافأة لها على تقاعسها عن القيام بأبسط واجباتها، خصوصاً أن شركة محلية قدمت عرضاً لمعالجة النفايات التي تكدّست منذ 7 أشهر بالإضافة الى النفايات التي ستنتج لاحقاً بتكلفة أقل من 200% من العروض المقدمة للترحيل، لكن الحكومة لم تأخذ عرضها بعين الاعتبار".

ومع إنضمام ناشطي "جايي التغيير"، عند الرابعة من بعد الظهر، امتلأت الساحة مجدداً بشبان جاؤوا من جميع المناطق اللبنانية، للوقوف في وجه السلطة التي تعمل على ترحيل النفايات خارج لبنان. وذكّر بيان "جايي التغيير" بالضريبة التي سيدفعها الشعب اللبناني مقابل ترحيل النفايات إلى خارج لبنان، والتي حُددت قيمتها بـ5000 ليرة لبنانية، متهمين "زعماء الطوائف والفساد بتقاسمها في ما بينهم".

وفي حديث لـ"المدن" أكدّت الناشطة في "بدنا نحاسب" نعمت بدرالدين أن "الحراك لا يزال على الأرض على الرغم من الأمطار التي منعت العديد من المتحمسين من المشاركة اليوم، ولكنهم كانوا قد شاركوا جميع المجموعات في الندوات والتحركات السابقة أمام الوزارات وغيرها من المراكز الرسمية". وأشارت بدرالدين إلى أن "الحراك افتقد في تحرك السبت إلى الجمعيات البيئية، التي كانت قد التقت، يوم الجمعة الماضي، وزير البيئة محمد المشنوق، الذي وعدهم بتبني بعض النقاط المطروحة في خارطة الطريق التي أعلنت من قِبل الحركة البيئية اللبنانية. فلماذا لم يشاركوا في التحرك ليصرخوا معنا ضد الترحيل والمطالبة باعتماد حل صحي بيئي ومستدام، يركن إلى الفرز من المصدر وإعادة التدوير؟".

في المقابل، يؤكد رئيس "الحركة البيئية اللبنانية" بول أبي راشد لـ"المدن" أن "الجمعيات كانت مدعوة إلى المشاركة، وقد شارك بعض الناشطين من هذه الجمعيات في هذا التحرك، الذي نتفق معه على رفض ترحيل النفايات، ووجود ضرائب مقابل الترحيل، وهذا كان هدف اجتماعنا مع وزير البيئة، حيث قدمنا إليه خريطة مواقع يمكن الاستعانة بها لتخزين النفايات إلى حين البدء بفرزها ومعالجتها".

في كل الأحوال، إنتهى الإعتصام مساءاً بوعد من جميع الذين تواجدوا في ساحة رياض الصلح بالعودة الكثيفة إلى الشارع يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بالتزامن مع انعقاد الجلستين الوزاريتين، لمواصلة الضغط في وجه "سلطة الفساد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها