الأربعاء 2016/02/10

آخر تحديث: 14:19 (بيروت)

"جبل" عين الرمانة: رائحة وأمراض.. ووعود بلدية

الأربعاء 2016/02/10
increase حجم الخط decrease
قد تزعجك رائحة النفايات التي تباغتك فور مرورك في منطقة طريق صيدا القديمة - عين الرمانة، مروراً بكنيسة مار مخايل، وصولاً إلى شارع حي ماضي والسان تيريز على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت، ولكن حين ترى مساحة جبل النفايات المكدّسة والتي تقدّر بحوالي 6000 متر مربع، تدرك فوراً أن ما خفي كان أعظم.


هذه المنطقة التي تُعرف بأنها من أكثر الأحياء اكتظاظاً، أصبحت اليوم "منكوبة" بحسب وصف أحد أبنائها. فالمكب الذي شارف على دخول شهره الثالث، والذي يقع مقابل بلدية الشياح تماماً وخلف أحد أكبر المحال التجارية في المنطقة، بالإضافة إلى قربه من المباني السكنية والمدارس، جعل من التجول في أرجاء المنطقة مسألة شبه مستحيلة.

وفي حديث لـ"المدن"، ذكر أحد أصحاب معارض السيارات الواقعة بالقرب من المكب العشوائي أن "الرائحة حالت دون دخول الزبائن إلى المعرض"، فبالإضافة إلى التأثير الصحي، الذي طرحه في الفراش لمدة شهر ونيّف، أثّرت أطنان النفايات على مصلحته أيضاً، واصفاً الموضوع بكلمتي "اخترب بيتي" لا غير.

ومع اقترابنا من المكب الذي يقع في الشارع الذي يحمل إسم رئيس البلدية إدمون غاريوس، بادر أحد عناصر شرطة بلدية عين الرمانة- الشياح إلى سؤالنا عن سبب تواجدنا في المنطقة، طالباً منا التوجه إلى البلدية والتحدث مع "الريس"، بسبب عدم صلاحيته بالتصريح إلى الإعلام. لكن جميع محاولاتنا للتواصل مع غاريوس على مدى يومين على هاتفه الخاص، ولاحقاً الاتصال بالبلدية نفسها، باءت بالفشل.

صاحب محلٍ للهواتف النقالة شرح أن "البلدية تعمل على نقل وتفريغ النفايات عند الساعة الثامنة صباحاً، أي بالتزامن مع موعد خروج الأولاد إلى مدارسهم، الأمر الذي أثر على صحتهم بشكل واضح، ناهيك عن الروائح التي لا تحتمل"، مطالباً بـ"إيجاد حل سريع لهذه الأزمة قبل أن تفقد الناس أرواحها"، مؤكداً أن "أهالي المنطقة لن يسكتوا عن هذا الأمر، وسيواجهون البلدية التي تسرق أموالهم، بالتحركات المطلبية والإعتصامات في الشوارع، أسوةً بتظاهرات الحراك الشعبي، لأن الوضع أصبح لا يطاق".

وفي محل تجاري آخر، يشير صاحب المحل إلى أن "نسبة بيع معطرات الجو تجاوزت الضعف بسبب جبل النفايات، بالإضافة إلى الضرائب التي ستفرضها الدولة ثمناً لترحيل النفايات، وهذا الأمر لا يعني إلا زيادة الأعباء على كاهل المواطن". هذا الرجل الخمسيني الذي عاد مؤخراً إلى لبنان، اعتبر أن "السياسيين يريدون التخلص من الشعب بشتى الوسائل، فإن لم يقتلوهم بالفقر والحرب والطائفية، سيستعملون النفايات وسيلة لذلك"، متهماً "الطبقة الحاكمة ورئيس البلدية بالوصول إلى اتفاقية ضمنية لكسب الأموال على حساب المواطنين"، ملقياً اللوم على عاتق المواطنين ايضاً "الذين لا ينتفضون ضد الفساد الذي يقتلهم شيئاً فشيئاً"، مشيداً بـ"الحراك الشعبي الذي يحاول تغيير الحال في لبنان والذي يطالب بحقوق جميع المواطنين".

ويؤكد المواطنون في المحلّة أنهم حاولوا التواصل مع البلدية لمعرفة المدة الزمنية التي سيبقى فيها المكب في المنطقة، لكن البلدية نأت بنفسها عن الإجابة، وإن أجابت ماطلت بالتنفيذ. فيشير صاحب معرض السيارات إلى أن "البلدية وعدت بأن المكب سيُزال خلال أسبوعين في الشهر الأول، وهذا ما لم يحصل، وكلما راجعناهم أضافوا أسبوعين آخرين".

الناشطة في "الحركة البيئية" والحراك الشعبي جوزفين زغيب، قالت لـ"المدن" إنه "حتى وإن تم ترحيل النفايات، فالدولة لن ترحّل المواد الأكثر خطورة والتي ستؤثر على المياه الجوفية حين تتسرب إلى داخل الأرض، والتي لا زلنا نجهل كيفية علاجها"، مؤكدة أن "الحركة البيئية قدمت مجموعة من الأسئلة في هذا الملف إلى وزير الزراعة أكرم شهيب الذي إستلم ملف النفايات، ولكن الأخير لم يجب عليها بعد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها