في العادة، يُطلب منهما التكلم عن موضوع معين
أمام الكاميرا، بعد إغرائهما بمبلغ من المال قد يكون ألف ليرة أو 5 آلاف. لكن في الأشهر الماضية، انتشرت فيديوهات تظهر
كركي وشعبان، يوجهان الشتائم والتهديدات لبعضهما. وقد اتضح أن مجموعة من الشباب تقوم بتصوير شعبان، وأخرى ترد بتصوير كركي. ولم يمتنع هؤلاء الشبان عن إطلاق الضحكات العالية أمام الكاميرا، خلال محاولتهم تحفيز كركي وشعبان عن طريق الأسئلة التي تساعدهما في الاسترسال والكلام. ما يعني مزيداً من الضحك، ومزيداً من اللايكات على فايسبوك.
لا يهاب شعبان وكركي نظرات الناس، ولا كاميرات الهواتف التي تترصدهما وتسجل لهما، بل يتصرفان بعفوية ثم يفرحان بالأجر الذي يحصّلانه، بعد عجزهما عن تأمين أي وظيفة، وعدم تلقيهما أي تعليم وتدريب لأي مهنة، بل تُركا يسرحان على الطرقات على سجيتهما، ليتعرضا للاستهزاء والاستغلال.
شعبان، الذي يقطن في سوق الجمال في الشياح، يبلغ من العمر 38 عاماً، وهو من بلدة الشهابية الجنوبية. عُرف على الإنترنت تحت عناوين مثل "اضحك مع علي شعبان، نهفات لبنانية"، التي حظيت بأكثر من 20 ألف مشاهدة. تعرض علي لصدمة نفسية خلال طفولته، بعدما سجن مع القطط في غرفة مظلمة. الأهل لم يلاحظوا عليه شيئاً، وعندما بدأ يتقدم في العمر، علم ذووه أنه يعاني من صدمة عصبية، إلا أنهم لم يعرفوا كيفية التصرف حينها، وتُرك من دون أي علاج.
في منزل شعبان، ذي الغرف الصغيرة، يعيش 6 أفراد مع أخت معوقة وكبيرة في السن. لا يعلم أبوه، وهو مريض الكلى، أن ابنه يُستغل بتصويره وتوزيع فيديوهاته عبر الهواتف الخليوية، ليتحول مادة للضحك. أما أخوه الأكبر، فيهدده مراراً وتكراراً أنه في حال صوّر وتم نشر أي فيديو له، فإنه سيمنعه من الخروج من المنزل.
لا تعرف أخوات علي الكبيرات شيئاً عن هذا العالم، فهن مشغولات بهمومهن الحياتية، ولا يعرفن شيئاً عن شهرة علي في المنطقة والعالم الافتراضي. تقول إحدى أخواته إنها تفاجأت مؤخراً بفيديو التهديد الذي أرسله كركي إلى شقيقها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يرضى الأهل بتحويل إبنهم إلى أضحوكة بين الناس والشباب. وتقول نجاح الأخت الكبرى إن "هؤلاء الشباب زعران، ولا يمكن التشكي على أحد، إذ ليس بالإمكان ملاحقة العالم وليس بمقدورنا ذلك".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها