الجمعة 2016/12/23

آخر تحديث: 01:07 (بيروت)

حظ اللحية.. تحررت من الإسلام واليسار

الجمعة 2016/12/23
حظ اللحية.. تحررت من الإسلام واليسار
يعود الفضل إلى الهيبسترز في عودة اللحية (Getty)
increase حجم الخط decrease
في عدد من الحضارات القديمة، كان حلق اللحية شكلاً من أشكال العقاب. فاللحية تميز الرجل عن المرأة. ودائماً ما اعتبرت رمزاً للإجلال والوقار. لم يعرف التاريخ كثيراً من الرجال غير الملتحين، لكنه عرف أشكالاً مختلفة من اللحى، حيث كانت التفرقة تتم على أساس طريقة حلق اللحية وتمشيطها، كما كان يقارن على سبيل المثال بين الإغريق أصحاب اللحى الطويلة، والرومان أصحاب اللحى الأقصر.

لكن في زمننا هذا، وبعد غياب اللحية لفترة مع بدايات القرن العشرين، وسيطرت الشوارب على موجات الموضة في الفترات اللاحقة، عادت اللحية إلى الظهور في ستينات القرن الماضي مع الهيبيز، ثم في السنوات اللاحقة مع فرق موسيقية معروفة مثل "بيتلز"، ومع ناشطين سياسيين وشيوعيين، ومنتمين إلى حركات دينية، وحركات متطرفة، ومع أشخاص ربما أحبوا الإحتجاج على السائد من خلال إطالة لحاهم فحسب.


أحداث 11 أيلول 2001 في نيويورك، شكلت نقمة حقيقة على اللحية، إذ إن الحدث وما لحقه من أعمال إرهابية أخرى، وظهور حركات متطرفة في أفغانستان ثم العراق وغيرها من الدول، وظهور أصحاب هذه الأعمال بلحى طويلة، جعل اللحية مصدراً لإثارة الريبة والخوف.

أما اليوم، مع تطور الموضة واتجاهاتها، عادت اللحية لتبرز بقوة بمختلف أشكالها. وتشير الإحصاءات إلى أن 55 في المئة من الذكور حول العالم يحافظون على شعر وجههم. ينطبق هذا طبعاً على لبنان، إذ إن ظاهرة إطلاق الشوارب واللحى أصبحت منتشرة بكثرة بين الشباب والرجال اللبنانيين، إما تماشياً مع الموضة أو لارتباطات أخرى.


يقول مصفف الشعر علي ملك إن "جميع الشبان يحبون اللحية. ومن يحلقها هم من لديهم ارتباطات كالعمل أو لأن لحيتهم غير مكتملة. ومن يطلب لحية خفيفة ومهذّبة، فذلك يعود إلى إلتزامه الديني. أما الذين يطلقون لحيتهم بشكل مبالغ، فأكثرهم من متتبعي الموضة وكل ما يلفت النظر".

ولفهم الفوارق بين الأفراد من خلال شكل لحيتهم، علينا أولاً تحديد ميزات كل فئة. يقول ملك: "50 في المئة من الذين ينتمون إلى حزب الله تكون لحاهم خفيفة ومشذّبة والباقون يتركون لحاهم أطول بقليل وسميكة. أما الذين ينتمون إلى حركة أمل، فلا يكترثون كثيراً. أما الشباب ذوو التوجه اليساري والهيبيز، فيطلقون لحاهم من دون أي معايير واضحة بالضرورة. وهذا دليل تميّز بطريقة أو بأخرى عن الفئات التي تربي اللحى كموضة".


ويعود الفضل اليوم بعودة اللحية إلى الهيبسترز، الذين قرروا تحويل الأشكال الثورية والعبثية إلى موضة. لكن طبعاً لا تعتبر هذه اللحية عبثية بأي شكل من الأشكال. فمن المعروف استخدام الهيبسترز كثيراً من المستحضرات للاهتمام بها، ودفع مبالغ طائلة شهرياً من أجل المحافظة على شكلها المتناسق. لكن من إيجابيات عودة هذه الموضة، انخفاض حدة "رهاب اللحية" المرتبط بالإسلام المتطرف، كما تحرير اللحية من ثقل الإيديولوجيا الشيوعية واليسارية وإيجاد لحية جديدة خارج هذه الإصطفافات.


في جميع الأحوال، إذا كنت من أصحاب اللحى، فأنت شخص محظوظ، بغض النظر عن الهدف الذي دفعك إلى إطلاق لحيتك، إذ أثبتت دراسة أُجريت مؤخراً في جامعة كوينز لاند الأسترالية، أن الرجال أصحاب اللحى هم أكثر جاذبية بالنسبة إلى المرأة، خصوصاً للعلاقات طويلة الأمد. القرار لك!
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها