الثلاثاء 2016/12/20

آخر تحديث: 04:38 (بيروت)

تجنبوا وسائل التدفئة هذه

الثلاثاء 2016/12/20
تجنبوا وسائل التدفئة هذه
أفضل وسائل التدفئة هي تلك التي يمكن التحكم بدرجة حرارتها (Getty)
increase حجم الخط decrease

تختلف وسائل التدفئة المستخدمة في لبنان، ويختلف اختيار الناس وسيلة التدفئة بحسب قدراتهم المادية. لكن يغيب عن بال كثر المخاطر الصحية التّي تسببها هذه الوسائل.

تبقى الوسيلة الأخطر، على الاطلاق، هي الفحم، الذي يؤدي استخدامه في أماكن مغلقة إلى احتراق الأوكسيجين، وإصدار أول أوكسيد الكربون، الذي يعتبر غازاً ساماً، يسبب أحياناً شللاً في دماغ الإنسان، ويؤدي إلى توقف التنفس، وبالتالي الوفاة، وفق الدكتور ربيع أبو شامي، الأختصاصي في الأمراض الصدرية والربو والحساسية وعضو الجمعية الأوروبية للأمراض التنفسية. وتزيد، وفقه، احتمالات الخطر كلما ازدادت كمية الفحم المشتعل وعدد الأشخاص الذين يتنفسون في المكان المغلق.

لكن في حال استخدام الفحم في أماكن غير مغلقة، يصبح الضّرر أقل. وفي الحالة الأخيرة يحتاج أول أوكسيد الكربون إلى وقت أطول كي يسبب تسمّماً دماغياً. وقد عاين أبو شامي حالات تسمّم عدة نتيجة إشعال الفحم في أماكن مغلقة، ومن عوارضها: الإغماء، صعوبة التنفس والإختناق. وقد "حصلت سابقاً حالات وفاة نتيجة استخدام الفحم"، وفق أبو شامي. كما يسبب الحطب الأضرار نفسها التي تتضمن الإختناق، بالإضافة إلى انتكاسات لدى المصابين بأمراض مزمنة كمرضى الربو، جراء الدخان والغبار.

في المقابل، لا تتسبب أجهزة التدفئة التي تتضمن مخرجاً يطرد الدخان إلى الخارج، كصوبة المازوت والوجاق، بأي مشاكل، في حال كانت إمداداتها محكمة. لكن هذا لا يعني أن روائحها لا تضايق المصابين بأمراض تنفسية مزمنة كالربو والحساسية.

ويذكر أبو شامي أن مجلة غولد Gold العالمية، التي تناولت داء الإنسداد الرئوي المزمن، كانت قد صنفت "الإنبعاثات الصادرة عن أجهزة التدفئة" عاملاً مسبباً لداء الإنسداد الرئوي المزمن، وتأتي في الدرجة الثانية بعد التدخين. كما تؤدي إلى إلتهابات مزمنة، وتغيرات في بنية الجهاز التنفسي والرئتين.

وتعتبر مدفأة الغاز والمدفأة الكهربائيّة، مسببان لإشتعال الحرائق في حال وضعهما على مقربة من الملابس، الأغطية والأغراض. إلا أن مدفأة الغاز تعتبر أكثر خطورة. ففي حال حدوث حريق قد تنفجر القارورة، ما يجعلها "قنبلة موقوتة"، وفق تعبيره.

يضيف أبو شامي أن الوسائل التي ذكرت، تعطي درجة حرارة عالية لا يمكن التحكم بها. ما يسبب "جفافاً في الأغشية المخاطيّة والجهاز التنفّسي. كما تسبب سعالاً وانزعاجاً في الأنف وانتكاسات لدى المصابين بأمراض تنفسية مزمنة"، وقد تسبّب الحرارة المرتفعة "جفافاً في قرنية العين، ما قد يؤدي إلى إلتهابها".

أما أفضل وسائل التدفئة فهي تلك التي يمكن التحكم بدرجة حرارتها ونسبة الرطوبة فيها، كالمكيف والتدفئة المركزية. إلا أن التدفئة المركزية هي الأفضل، بحيث تكون درجة الحرارة معتدلة في جميع الغرف. فارتفاع درجة الحرارة في غرفة واحدة فحسب، يؤدي إلى تشنج في العضلات وإلى نزلات برد نتيجة الفروقات الحرارية بين غرف المنزل الواحد. لذلك ينصح أبو شامي بالإبتعاد نسبياً عن مركز الحرارة وخلع الملابس الخارجية عند دخول الأماكن الدافئة. أما عند الخروج فينصح بشرب المياه كي يتأقلم الجسم قبل الإنتقال من درجة حرارة مرتفعة إلى أخرى منخفضة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها