الأربعاء 2016/11/30

آخر تحديث: 01:14 (بيروت)

كيف نواجه أمراض الخريف المزمنة؟

الأربعاء 2016/11/30
كيف نواجه أمراض الخريف المزمنة؟
اللقاح لا ينفع عند الإصابة بالفيروسات الحديثة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
رغم تأخّر الشّتاء هذا العام، إلا أن عدوى الإنفلونزا بدأت بالإنتشار سريعاً بين اللبنانيّين. هي الإنفلونزا الموسمية التي تتسم بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ، الإصابة بالسعال والصداع، ألم في العضلات والمفاصل، بالإضافة إلى التهاب الحلق وسيلان الأنف. ووفق الدكتور جوانّا سابا، فإنّ انتشار عدوى الإنفلونزا يبلغ ذروته خلال هذين الشهرين، أي تشرين الأول وتشرين الثاني.

يحتاج المرض إلى  مدة تراوح بين ثلاثة وسبعة أيام لزوال أعراضه لدى أغلب المصابين، لكن قد يتسبب في حالات معينة بمضاعفات خطرة. تقول سابا لـ"المدن" إن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس الانفلونزا، هي الفئات التي تعاني من نقص المناعة: الأطفال بين سن 6 أشهر والسنتين، النساء الحوامل، المسنون فوق 65 عاماً، والمصابون بأمراض مزمنة. وبالتالي، يتوجه الأطباء باللقاحات إلى هذه الفئات تحديداً. فاللقاح، وفق سابا، مفيد ويخفف العدوى في حال إصابة الشخص بأحد أنواع الفيروس الموجودة في اللقاح. ولئن كانت الفيروسات تشهد تغيرات مستمرة، فإن اللقاح لا ينفع في حال الإصابة بالأنواع الأحدث، في حين توصي منظمة الصحة العالمية بتركيبتين للقاح الإنفلونزا الموسمية، واللتين تعطيان مرتين في العام.

كلفة اللقاح نحو 11 ألف ليرة لبنانية، والتلقيح يبدأ في شهر أيلول من كل عام، وفق الصيدلانية جوانا صوايا. ففي كل عام "يضاف نوع جديد من فيروس الإنفلونزا إلى اللقاح. وبالتالي، فإن لقاح العام المقبل سيكون لقاح العام الحالي مضافاً إليه الفيروس الجديد الذي لا لقاح له الآن".

وتلفت صوايا إلى أنها لاحظت، من خلال الحالات التي قابلتها في الصيدلية، تأزم أوضاع المصابين بالانفلونزا هذا العام، لناحية صعوبة الشفاء لدى فئات لا تعاني عادة من مضاعفات الانفلونزا، كالأطفال في عمر الثلاث والأربع سنوات، والكبار في العقد الثالث والرابع من العمر. وتعليقاً على موضوع الفئات العمرية تقول الدكتورة سابا: "في العام الماضي لاحظت خطورة بعض الحالات لدى أشخاص بين سن العشرين والثلاثين. وإحداها أدت إلى الوفاة نتيجة حصول إشتراكات، جراء تزامن الإصابة بالإنفلونزا مع مشكلة صحيّة أخرى. وهكذا، يمكن لفيروس الإنفلونزا أن يصبح قاتلاً".

ويعتمد الأطبّاء في المستشفيات على التاميفلو كعلاج للمرضى الذين يعانون من حالات سيئة. إلا أن التاميفلو لا يفيد بشكل فعال سوى في حال استخدم خلال 24 ساعة الأولى من ظهور العوارض.

وقد تتشابه العوارض بين الإنفلونزا وغيرها من الأمراض، لكن لا يمكن للأطباء، وفق سابا، تحديد الفارق بينها دائماً، بل تشخص الأمراض وفق الموسم الذي تظهر فيه العوارض. وفي هذا الموسم يتم تشخيص كل الحالات المتشابهة على أنها انفلونزا. وينصح بالوقاية من الفيروس عبر تجنب الإقتراب كثيراً من المصابين بالانفلونزا، وغسل اليدين بعد مصافحتهم.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية تقوم مع شركاء لها، برصد الإنفلونزا على الصعيد العالمي. وتخضع الانفلونزا البشرية لمراقبة سريرية من خلال شبكة تضم أكثر من 115 مركزاً وطنياً للإنفلونزا. تحصل هذه المراكز على عينات دائمة من المصابين بأعراض مشابهة وتفحص العينات للتأكد من وجود فيروس الإنفلونزا، وذلك من أجل أرشفتها ورصد تطورها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها