السبت 2016/11/19

آخر تحديث: 03:26 (بيروت)

الاستقلال: 3 تواريخ وتذكارات كثيرة

السبت 2016/11/19
الاستقلال: 3 تواريخ وتذكارات كثيرة
كانت ذكرى الاستقلال تحضر على أوراق اليانصيب الوطني (من مجموعة وسام اللحام)
increase حجم الخط decrease
منذ العام 1943 حتى اليوم، دأبت الدولة اللبنانية على تخليد ذكرى الاستقلال عبر إصدارات تذكارية متنوعة. تعددت هذه الإصدارات وتطورت مع الزمن، وعكست أهمية هذا الحدث في الحياة الوطنية، ولاسيما أن الاستقلال سبقه التفاهم الشهير بين الرئيسين رياض الصلح وبشارة الخوري، الذي أرسى دعائم النظام السياسي اللبناني، وفقاً لما بات يعرف بالميثاق الوطني.

كان لا بد للدولة الوليدة من نشر أيديولوجيا الاستقلال، وفكرة الميثاق المرافقة له عبر كل الطرق والسبل المتاحة. هكذا، أشرفت على إصدار مجموعة من الطوابع والعملات والميداليات التذكارية تخليداً لهذا الحدث.

الاستقلال قبل الاستقلال
يسود إعتقاد أن الاحتفال باستقلال لبنان بدأ عقب أحداث 22 تشرين الثاني في العام 1943، أي تاريخ نيل لبنان استقلاله الحقيقي. لكن التاريخ يشهد خلاف ذلك، إذ إن الاحتفال بالاستقلال كان يتم في الأول من أيلول من كل سنة وهو ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920 في قصر الصنوبر. وقد أصدرت الدولة الفرنسية ميدالية برونزية نادرة جداً، في العام 1923، تخليداً لـ"استقلال لبنان الكبير" ولإعلان "الاتحاد السوري" في حزيران 1922.


بعد هزيمة القوات الموالية لحكومة فيشي في فرنسا، تغير تاريخ الاستقلال ليصبح هذه المرة في 26 تشرين الثاني، عندما أعلن الجنرال كاترو لبنان دولة مستقلة ذات سيادة في العام 1941. وفي الذكرى الأولى لهذه المناسبة، أقيم عرض عسكري في ساحة الشهداء حضره رئيس الجمهورية ألفرد نقاش، وأصدر البريد اللبناني أول مجموعة طوابع تخلد الاستقلال كانت تحمل صورة الأمير بشير الثاني.

الطوابع
أول تخليد لاستقلال 22 تشرين الثاني 1943 كان في العام 1944، عبر إصدار طوابع جديدة يمكن اعتبارها كأول مجموعة رسمية تذكارية للاستقلال. وقد تم توشيح هذه المجموعة عبر طباعة تاريخ "22 تشرين الثاني 1943" التي خطها الرئيس بشارة الخوري بيده.


لم يصدر أي طابع تذكاري خاص بهذه المناسبة حتى العام 1959، لتتوالى الاصدارات لاحقاً في عهد الرئيس فؤاد شهاب، ثم غابت كلياً منذ العام 1969 حتى 1993 حيث تم إصدار مجموعة تخلد مرور خمسين سنة على الاستقلال.

الميداليات
أول وسام فخري يحتفي بالاستقلال كان "ميدالية الجهاد الوطني" التي استحدثت بقانون صدر في 21 تشرين الثاني 1945. تنص المادة الثانية من القانون على أن الميدالية يجب أن تكون فضية "يرسم على وجهها شارة الأرزة وقلعة راشيا التي تم فيها اعتقال رجالات الاستقلال من قبل الفرنسيين، وعلى وجهها الآخر قرية بشامون، مقر الحكومة الشرعية التي تألفت من الوزيرين حبيب أبي شهلا ومجيد ارسلان. وقد تم منح هذه الميدالية لعدد كبير من الشخصيات وقام الرئيس بشارة الخوري بتعليقها بيده على صدور الذين منحت إليهم قبل العرض العسكري في ساحة الشهداء في 22 تشرين الثاني في العام 1945.


وفي مناسبة مرور خمسين سنة على الاستقلال، أصدر مصرف لبنان في العام 1994 ميدالية تذكارية باسم الجمهورية اللبنانية كان لها نسخ مصنوعة من الذهب والفضة والبرونز. 

الورق النقدي
لما كانت ذكرى الاستقلال تشكل العيد الوطني الأبرز، الذي يتم الاحتفال به كل سنة، لم يعد يقتصر الأمر على الطوابع والميداليات، بل إن مصرف لبنان أصدر أول ورقة نقدية لبنانية تذكارية من فئة 50000 ليرة في مناسبة مرور سبعين سنة على استقلال لبنان، تحمل تاريخ 22 تشرين الثاني 2013. وقد حملت هذه الورقة المصنوعة من مادة البوليمار المميزة صورة لقلعة راشيا وعلم لبنان، الذي رسمه النواب بأيديهم في تشرين الثاني 1943.


اليانصيب
عمدت إدارة اليانصيب الوطني اللبناني إلى الاحتفال بعيد الاستقلال كما احتفلت بمناسبات وطنية أخرى، كعيد الجيش وعيد الشهداء. وخلال الأسبوع الذي تحل فيه ذكرى الاستقلال كل عام، غالباً ما كانت ورقة اليانصيب المزمع إصدارها، تحمل رسماً يتعلق بالاستقلال ولاسيما العرض العسكري الذي ينظمه الجيش في المناسبة. وقد استمر هذا التقليد منذ بداية ستينات القرن الماضي، لكنه توقف في السنوات الماضية.


وقد انضمت وزارة الاتصالات حديثاً إلى لائحة الجهات التي تولت بعض الاصدارات التذكارية وذلك من خلال بطاقات الهاتف مسبقة الدفع، إذ حمل بعضها شعارات وطنية في ذكرى الاستقلال.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها