الأربعاء 2016/11/16

آخر تحديث: 09:47 (بيروت)

أيها الأطباء والمحامون والصحافيون.. الروبوت سيأخذ مهنكم

الأربعاء 2016/11/16
أيها الأطباء والمحامون والصحافيون.. الروبوت سيأخذ مهنكم
دخول الروبوت سيرتب كثيراً من نسب البطالة حول العالم (Getty)
increase حجم الخط decrease

لا أحد يناقش أهمية التطور التكنولوجي والأثر الايجابي الذي يضفيه على المجتمع من خلال دخوله مجالات مهمة كالطب والهندسة وغيرهما من القطاعات. وكنتيجة حتمية لهذا التطور، ستتمكن المجتمعات من الاعتماد على الآلات في عمليات التصنيع والانتاج، إضافة إلى عمليات التخطيط مع دخول وتطور الذكاء الاصطناعي. 

لكن الصورة ليست مشرقة على الدوام، إذ سيترتب بطبيعة الحال على دخول الآلات سوق العمل سواء من ناحية الانتاج أو التصنيع أو التخطيط، كثير من النتائج السلبية، التي ستزيد من معاناة المجتمعات بصورة حتمية ما لم يتم التوصل إلى صيغة يُمكن من خلالها تأمين "دخل عالمي" يقي من فقدان الإنسان وظيفته. 

ويتوقع الباحثون أن تدخل الآلة سوق العمل لتزيل أكثر من 6 في المئة من مجمل الوظائف في الولايات المتحدة بحلول العام 2021، في حين يصل أكثرهم تشاؤماً إلى 60 في المئة حول العالم خلال 30 سنة المقبلة. 

ولعل هذه الآثار بدأت بالظهور خلال العام الحالي، إذ عمدت شركات عدة إلى تطوير آلات وروبوتات مزودة بذكاء اصطناعي تستطيع استبدال العنصر البشري. ما يُخفض الكلفة بشكل كبير ويزيد الانتاجية أيضاً.

وبدأت شركة "أوبر" تطوير هذا النوع من الآلات، إذ أطلقت مؤخراً نظام القيادة الآلي على سياراتها وبدأت بتجربتها على الطرقات الأميركية. ما قد يؤدي إلى الاستغناء عن كثير من السائقين في أماكن مختلفة من العالم. ولم تقف الشركة عند هذا الحد، إذ أطلقت أيضاً شاحنات مزودة بسائقين تستطيع توصيل الطلبيات الكبيرة إلى أي مكان في الولايات المتحدة من دون تدخل العنصر البشري. 

وأعلنت شركة "أوتو" المملوكة من "أوبر" عن نجاح أول عملية ايصال منتجات من خلال شاحناتها ذاتية القيادة، في رحلة استغرقت ساعتين قطعت خلالها الشاحنات نحو 190 كلم لإيصال 50 ألف زجاجة جعة. 


ولن تقف عجلة التطور عند هذا الحد، إذ من المتوقع أن تتأثر مهن عديدة بدخول الآلات، فمهنة الصحافي مهددة بدخول الآلة، خصوصاً بعدما أعلنت كلّ من الوكالة البريطانية للأنباء، إضافة إلى الوكالة الارلندية للأنباء عن الاستعانة بالآلة لتغطية أخبار. ومن الوظائف الأخرى المهددة بالانقراض، أو "التحول"، على سبيل المثال لا الحصر، ستكون مهنة عمال المصانع خصوصاً أن كثيراً من الشركات، ومنها آبل وفوكس كون، أعلنت استبدال أكثر من 60 ألف عامل في المصانع بالآلات. 

ولن يسلم قطاع الطب من هذه العجلة، إذ من المتوقع أن تحل الآلات مكان الجراحين في العمليات، خصوصاً أن شركة "دافينشي" أطلقت "روبوت" يقوم بالعمليات الجراحية في العام 2000، وقد أتم أكثر من مليوني عملية جراحة حتى اليوم. 

ومن الأكيد أن أقسام المبيعات وخدمة الزبائن ستنتهي قريباً، إذ بدأت الآلات بالحلول مكان البشر في هذا المجال، ويتم تطوير آلات مزودة بالذكاء الاصطناعي تستطيع استبدال البشر نهائياً، على غرار المساعد الشخصي أم الذي يطوره فايسبوك. 

إضافة إلى هذه المهن، فإن مهنة حارس الأمن ستواجه المصير نفسه، إذ يستيطع كي 5 الذي طورته شركة كنايت سكوبس مراقبة محيطه والبحث عن أي حركة غير اعتيادية، كما يمكنه التقاط أي حركات جرمية كأصوات كسر الزجاج أو الصراخ. 

المزارع أيضاً سيكون مصيره كمصير المهن سابقة الذكر. فالآلات بدأت بالدخول إلى هذا العالم منذ فترة بعيدة، كما أصبح التعديل الجيني في مراحل متقدمة من البحث. ما سيُمكن البشر من الاستغناء عن المراعي الخاصة. وتنوي اليابان اطلاق أول آلة "مزارعة" يمكنها انتاج الخس من دون الحاجة إلى أرض زراعية، بصورة يومية وبأقل كلفة من المراعي العادية. وستتمكن هذه الآلة من اتمام كل العملية التي يقوم بها المزارع باستثناء رش البذور. 

وتعد مهن المحاماة والمحاسبة والدليل السياحي والنادل وأمين المكتبة ومكاتب الدخول في المستشفيات والفنادق وأساتذة المدرسة والجامعات وغيرها، من المهن التي ستتلاشى عما قريب اثر دخول الآلات المتخصصة إلى هذه المجالات. 

والحال أن هذا الدخول سيرتب كثيراً من نسب البطالة حول العالم، خصوصاً إذا ما زودت هذه الآلات بالذكاء الاصطناعي. ما دفع مؤسس شركة تيسلا للطاقة الشمسية الون موسك إلى الدعوة لإيجاد دخل عالمي موحد يقي الناس شر البطالة والعوز. ويعتبر موسك أنه مع دخول الآلات عالم الأعمال، سيكون هناك كثير من الوقت أمام البشر للقيام بأعمال أخرى، أكثر تعقيداً وإثارة. 

وفي هذا السياق، ينتشر اعتقاد اقتصادي في العالم أن دخول الآلات عالم الأعمال قد يؤدي إلى أمر من اثنين. فإما سترتفع نسبة البطالة، ما سيزيد من الفجوة بين الطبقات الاجتماعية بشكل مهول. وإما أن تعمد حكومات الدول إلى توزيع المداخيل على المواطنين ليتفرغوا للقيام بأمور أخرى. وحتى يحين الوقت ما علينا سوى الانتظار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها