الثلاثاء 2016/10/25

آخر تحديث: 13:57 (بيروت)

كيف يأكل اللبنانيون البيتزا؟

الثلاثاء 2016/10/25
كيف يأكل اللبنانيون البيتزا؟
كانت البيتزا الطعام الأساسي الذي تعده الأمهات الإيطاليات (Getty)
increase حجم الخط decrease
مدورة مثل الشمس أو الكرة الأرضية. البيتزا طبق عالمي، لأن الأساس فيها هو العجين، أي الخبز. لكن، مهلاً، هل نعتبر البيتزا "طبقاً"؟


البيتزا اللبنانية
لنبدأ من الأقرب، من عندنا، من البيتزا المحلية. هي، كما كتبت مرة رانيا زغير (مؤلفة كتب أطفال)، منقوشة تضع مكياجاً. في السياق الشعبي إذاً، هي منقوشة "مفنتظزة" بعض الشيء، تزينها مقادير ملوّنة إضافية، كالفليفلة الحمراء والخضراء والذرة والفطر، تجعلها مميزة عن المعجنات الأخرى. تُطوى أحياناً، أو تُوضّب داخل علبة كرتونية أحياناً أخرى. إنها رخيصة وفي متناول الجميع، بسعرها الذي يوازي ثلاثة دولارات تقريباً. تعد من أنواع Street Food (طعام الشارع)، تعجز بالطبع عن مزاحمة منقوشة الزعتر في الصباح، لكنها محببة كـBrunch (عصرونية)، أي الوجبة التي تُؤكل على عجل، بعد فوات موعد الترويقة، لكن قبل حلول موعد الغداء.

نرى أيضاً، في الأفران اللبنانية، دوائر البيتزا الصغيرة. تُصنف هذه ضمن Finger Food (طعام الأصابع)، وتُقدم على موائد الحفلات الصغيرة وأعياد ميلاد الأطفال، يضاف إليها Hot Dog، إذ تناسب كثيراً أحجام أيديهم.

البيتزا الإيطالية
لا تُصنّف البيتزا الإيطالية طبقاً شعبياً في لبنان، كما هي حالها في بلدها، إذ يُعدّ مطعما نابوليتانا (الحديث) وسكوزي (الأقدم)، اللذين يقدمان البيتزا الأصلية، أيّ على شكل رغيف رقيق ومفلطح، من المطاعم الباهظة الثمن، التي يعجز أبناء الطبقات الشعبية، وحتى الوسطى أحياناً، عن ارتيادها.

في هذا النوع من المطاعم، تتحلق العائلة حول الطاولة، أو يجلس العشاق وجهاً لوجه، ليأكلوا البيتزا بالشوكة والسكينة بإحساسٍ مرهف، ويمضغون اللقم الصغيرة على مهل وبتلذذ. ينصحهم النادل بوضع القليل من زيت الزيتون فوق سطح الطبق، ويُعرّف أن هناك نوعين منه: عاديّ وحار. الذوّاقون جداً من الروّاد يطلبون البيتزا مع ثمار البحر، ويشربون معها كأساً من النبيذ الأبيض أو الزهري البارد، في الصيف. أما في الشتاء، فهم يطلبونها مع البريزاولا (Bresaola)، وهو لحم مقدد على الطريقة التقليدية، وأوراق الروكا، ويشربون معها النبيذ الأحمر.

البيتزا الأميركية
أما البيتزا الأميركية فتبقى واحدة من ملكات وجبات الديليفيري، المتربعة على عرشها منذ زمن بعيد. ليست غالية ولا رخيصة، كما أنها ليست وجبة احتفالات. يطلبها غالباً الموظفون، خلال أيام الأسبوع، عندما يتعذّر عليهم إعداد طعام الغداء، ويطلبها الكسالى، والساهرون في المنازل مع أصدقائهم أو وحدهم، أثناء مشاهدة التلفزيون.

تشكل بيتزا هات ودومينوز السلسلتين الأشهر لتوصيل البيتزا في لبنان. تقوم السلسلتان بشكل أساسي على هذه الخدمة، لا على استقبال الرواد في الداخل، حتى أنهما ابتكرتا مراكز خاصة للديلفري دون كراسٍ ولا طاولات.

يحمل محبو البيتزا الأميركية الشرائح (Slices) بأيديهم ويتناولونها مباشرة. بعضهم يفضّل العجينة السميكة، ويُبقي طرفها للأخير، ثم يغمّسونه بصلصة كريما أو بندورة، تأتي في علب بلاستيكية شفافة.

يحذّر يوسف كركي، وهو أختصاصي غذائي، من هذا النوع من البيتزا بالذات، ويقول إنها من Junk Food (رمم الطعام) المضرّة بالصحة، لأن مكوناتها تحتوي نسباً عالية من الصوديوم والمواد الحافظة والملونة في الصلصة الحمراء، والدهون المشبعة في الجبنة الصفراء. وتصير أكثر ضرراً، إذا أضيف اللحم المعلب إليها. يطرح يوسف أيضاً بدائل عملية لتحضير بيتزا صحيّة، فينصح باستخدام الجبن الأبيض الأقل دسماً، والصلصة المحضّرة طبيعياً في البيت، كما ينصح بالإكثار من الخضار الطازج والحدّ من اللحوم المحفوظة.

بيتزا المنزل
تؤكد نادين جوني، وهي أم لطفل صغير، على شيء مما يقوله يوسف. في رأيها أن البيتزا الأفضل هي تلك التي نعدّها في مطبخ المنزل، لأننا ببساطة نختار مكوناتها ونسبها بأنفسنا، على ذوقنا، وما يتوافر لدينا في مطبخ البيت.

إن ما تصنعه نادين، يشكل امتداداً لنشأة البيتزا تاريخياً. ففي البداية كانت البيتزا الطعام الأساسي الذي تعده الأمهات الإيطاليات لأولادهن- التلاميذ، كي يتناولوه فور عودتهم من المدرسة، بعد نهارٍ متعبٍ وطويل... كان ذلك في نابولي، قبل افتتاح أول مطعم للبيتزا فيها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها