الإثنين 2016/10/24

آخر تحديث: 16:06 (بيروت)

الأفلام الرومانسية تدمر حياتنا العاطفية؟

الإثنين 2016/10/24
الأفلام الرومانسية تدمر حياتنا العاطفية؟
في الواقع تنتهي أغلب العلاقات بمشاكل بين طرفي العلاقة (Getty)
increase حجم الخط decrease
تقدم الأفلام الرومانسية صورة غير واقعية عن العلاقات العاطفية، إذ إنها تحمل معايير محددة عن المرأة والرجل وتوقعاتهما من العلاقة التي يريدان الدخول فيها. وتُسهم مشاهدة هذه الأفلام في إزالة الفارق بين الخيال والواقع، وتضعنا أمام واقع بديل أكثر جمالاً وسعادة.


في انتظار القدر
يتداخل الحب والقدر في الأفلام الرومانسية، فلا يلتقي الشاب والفتاة إلا في حال حصول صدفة نادرة تمهد لحصول اللحظة الشاعرية المطلوبة. تكتشف الفتاة أن هذا الشاب يحمل مميزات تتطابق مع توقعاتها وربما تفوقها. يشتري لها هدايا رائعة ويقول كلاماً في غاية المثالية، كما أنه يثير إعجاب أصدقائها وعائلتها ويشجعها على تحقيق ذاتها.

هكذا، نعيش حياتنا في انتظار القدر الذي لا بد سيحمل حدثاً مهماً شهدنا حدوثه عشرات المرات في الأفلام، وجعلنا متأكدين أن الشخص المثالي سيأتي قريباً.

لكن ما لا تقوله هذه الأفلام أن الشخص المثالي غير موجود في الحقيقة. وفي حال وجوده لن يكون هناك أي مبرر لإدخاله في الأفلام الرومانسية، التي تحرص على إظهار ما لا تستطيع الحياة إعطاءه لنا.

توأم الروح
أكثر الأشخاص سبق أن قالوا "أحبك" عدة مرات، وكل مرة لشخص مختلف. لا يعني هذا أنهم يكذبون، فهم فعلاً شعروا بالحب في لحظة معينة. لا يوجد شيء اسمه "توأم الروح"، والأصح أنه يوجد توائم روح نلتقي بهم خلال حياتنا، ولا نلبث أن نستبدلهم بآخرين عندما يزول هذا الحب.

تحرص الأفلام الرومانسية على إظهار حب واحد فقط خلال زمن الفيلم من دون إعطاء أي إشارة عن ماضي الشخصيات. وحتى في حال كانت الشخصية الرئيسية في علاقة حميمة قبل لقاء البطل، يحرص الفيلم على إظهار فشل العلاقة وبرودتها بعكس العلاقة مع المحبوب الجديد، الذي سيملأ الحياة بالحيوية والإثارة.

الجنس المثالي
تظهر مشاهد الجنس في الأفلام بصورة مثالية والأجساد تبدو لماعة وباهرة من دون أي تشوهات وزيادات. لا وجود لأجساد مترهلة مثلاً أو بدينة، ولا وجود للشعر الزائد مثلاً عند الفتيات.

يستطيع العشاق في الأفلام ممارسة الجنس في أي وقت، ودائماً تكون المرة الأولى من دون أي مشاكل. لا تعاني الشخصيات مثلاً من مشاكل انتصاب أو قذف سريع، ولا يحتاج العشاق إلى وقت لاكتشاف أجساد بعضهم. كما أن باستطاعتهم ممارسة الجنس بجميع الوضعيات بطريقة مثالية.

نهايات سعيدة
في الواقع تنتهي أغلب العلاقات بمشاكل بين طرفي العلاقة، بعكس الأفلام التي تريد إظهار النهايات السعيدة والمثالية. تمر العلاقات الواقعية في العادة بلحظات وأحداث جميلة، وربما بعض المشاكل، لكن من المؤكد أن النهاية ستكون حزينة.

في الأفلام هناك دائماً عقبات ومشاكل تحول دون لقاء العاشقين اللذين سيتغلبان عليها في النهاية، "ليحب كل منهما الآخر إلى الأبد". وجميعنا نعرف أن هذا الحب الأبدي غير موجود، أو أنه موجود بصورة مختلفة كلياً عما تريد الأفلام الرومانسية إظهاره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها