الأربعاء 2014/07/30

آخر تحديث: 16:50 (بيروت)

فلسطينيو سوريا في لبنان: الإقامة "المستحيلة"

الأربعاء 2014/07/30
فلسطينيو سوريا في لبنان: الإقامة "المستحيلة"
(علي علوش)
increase حجم الخط decrease

منذ أول شهر أيار الفائت تعطلت قدرة فلسطينيي سوريا النازحين إلى لبنان على تجديد إقاماتهم، بالطريقة نفسها المعتمدة منذ بداية نزوحهم. إذ أصدرت المديرية العامة للأمن العام قراراً يحدد، عبر شروط، كيفية تجديد هذه الإقامة. على أن هذه الشروط بدت، في غالبها، تعجيزية بحيث لا يمكن معظم النازحين تأمينها. وهذا ما يشير إليه بعض النشطاء السوريين المتابعين لهذه القضية. ومن ضمن هذه الشروط أن يكون طالب تمديد الإقامة "حائزاً على إقامة في دولة أخرى غير سوريا، أو أن يكون حائزاً على إجازة إقامة دائمة في لبنان أو طويلة المدة، وهذا ما ينحصر بالطلاب المسجلين في الجامعات اللبنانية". على أن قبول تمديد إقامته يرتبط بأن يُثبت سعيه للسفر وترك لبنان من خلال كتاب رسمي يثبت مقابلته لسفارة دولة ما.


على أن هذا الإجراء الرسمي، المحدد بأول شهر أيار، لا يعني أن الفترة السابقة عليه كانت أفضل. "إذ كان دخول فلسطينيي سوريا إلى لبنان، منذ بداية العام الحالي، مسألة صعبة ولا تتم إلا بناءاً على مزاج الضابط أو بعد دفع رشوة تصل إلى 200 دولار". وإذ يحدد القرار الجديد تجديد الإقامة بشهر واحد، ففي الغالب وعند ذهاب النازح لتجديد إقامته يُرحّل إلى سوريا مجدداً، وفق ناشط متابع لهذه القضية. "وتم ترحيل أكثر من 40 شابا من مطار بيروت إلى نقطة المصنع الحدودية، وقد كانوا يسعون للسفر إلى ليبيا. لكن ثلاثة أشخاص منهم تمكنوا من النزول من سيارة الترحيل، إلا أنهم احتجزوا لمدة 45 يوما على الحدود، قبل أن تتدخل أطراف معينة ليدخلوا من جديد إلى لبنان بطريقة شرعية".


إنتهاء صلاحية الإقامات المعطاة لفسلطينيي سوريا يجبرهم على التقليل من تحركاتهم والحذر. عدا أنه يعطل قدرتهم على العمل. "منذ ثلاثة أيام توفي شاب فلسطيني، اسمه حسن الندي، في مخيم عين الحلوة لأنه كان في حاجة إلى علاج، غير أن شقيقه الذي يتابع حالته أوقف بسبب إنتهاء صلاحية إقامته"، وفق الناشط نفسه. ويبدو أن الاجتماعات مع الأمن العام لا تصل إلى نتيجة، فيما تتجه غالبية النازحين الفلسطينيين إلى أن يكونوا، خلال الأشهرة الآتية، مخالفين لشروط الإقامة. "وغالبية المؤسسات والجمعيات والجهات المعنية أخذت على عاتقها توثيق بعض حالات فلسطينيي سوريا، لكن من دون قدرة فاعلة على تغيير أي شيء. حتى الأونروا لم تتمكن من المساعدة، وقد عجزت عن مساعدة الفلسطينيين الثلاثة الذين علقوا على الحدود".

وينظم فلسطينيو سوريا، غداً عند التاسعة صباحاً أمام مقر "الأونروا" في الكولا، اعتصاماً إحتجاجياً على "قرارات الدولة اللبنانية".

increase حجم الخط decrease