واكب الإعلام الإسرائيلي المرحلة الثانية من التدريب العسكري الإسرائيلي المستمر على الحدود الشمالية المتاخمة للبنان منذ 4 أيلول، وانتقال التدريب إلى المرحلة الهجومية.

وعنونت صحيفة يديعوت أحرنوت صدر صفحتها الأولى، الثلاثاء في 12 أيلول، "بدء مرحلة الهجوم في التدريب العسكري الواسع الذي يجريه الجيش الإسرائيلي في الشمال". وتنقل الصحيفة تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن "أي مواجهة على الحدود الشمالية ستنتهي بشكل سيء لجيراننا"، في إشارة إلى سوريا بالدرجة الأولى.

ونقل موقع "واللا" عن ضابط إسرائيلي قوله أن "لن يكون بمقدور حزب الله احتلال أجزاء من الأراضي على الحدود الشمالية"، وفقاً لإدعاء هذا الضابط.

وفيما تؤكد القناة العاشرة الإسرائيلية انتقال التدريب العسكري الإسرائيلي أمام حزب الله إلى المرحلة الهجومية، تنقل القناة السابعة عن نائب وزير الجيش الإسرائيلي إيلي بن دهان قوله إن "مهمتنا هزيمة العدو".

بينما يقول موقع "360" إن الجيش الإسرائيلي أكد خلال التدريب العسكري في الشمال أنه سيمنع تسلل خلايا حزب الله عبر الحدود الشمالية. ثم في عنوان آخر، يحاول الموقع أن يستعرض التفوق العسكري لإسرائيل عبر عنوان "الصناعات الجوية الإسرائيلية تكشف عن سلاح بحري جديد ومتطور". وحذت صحيفة معاريف الحذو نفسه عندما كتبت: "الكشف عن الشبكة المستخدمة للدفاع عن بحيرة طبريا أمام عمليات حزب الله".

وبالنظر إلى تقسيم المناورة الإسرائيلية التي تحاكي خوض الحرب المحتملة مع حزب الله بعدما دخل عناصر الحزب عُمق المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة، على مرحلتين، نجد أن أكثر من نصف مدة الحرب خُصصت لـ"الدفاع" ضد اقتحام عناصر حزب الله العمق الإسرائيلي، فيما خُصص أقلُّ من نصف المدة لمرحلة "الهجوم" على الحزب.

ويعني ذلك، أنه رغم المُكابرة الإسرائيلية والتقليل من خطر توغل الحزب في شمال فلسطين، فإن الدوائر العسكرية في إسرائيل تُقر ضمناً وواقعاً أن المعركة المقبلة ستكون أكثر تعقيداً من جولات المواجهة السابقة، إذ سيذهب جُل الجهد العسكري الإسرائيلي في المرحلة الأولى من المواجهة لمصلحة "الدفاع"، بينما تُكرس إسرائيل الأيام القليلة المتبقية من الحرب المفترضة في سبيل الهجوم المضاد، من أجل تدمير قوة حزب الله والبُنى التحتية للدولة اللبنانية.