عمال النبطية الفوقا سيقطعون اليد التي تمتد إلى لقمتهم

صفاء عيّاد

الجمعة 2017/05/19

"أيها السوري.. اليد التي تمتد إلى لقمة عيشنا سنقطعها". هذه إحدى اليافطات التي رفعها عمال لبنانيون في شوارع بلدة النبطية الفوقا منذ نحو أسبوع احتجاجاً على عمل السوريين في البلدة ومنافستهم اليد العاملة اللبنانية. هذه اليافطات، التي اتسمت بأغلبها بالعنصرية، يناشد قسم منها وزير العمل التدخل لوضع حد لعمل السوريين، لا في النبطية الفوقا فحسب، بل في كل لبنان.

رفعت هذه اليافطات لجنة العمال في النبطية الفوقا، وهي مؤلفة من نحو 80 شخصاً من عمال المقولات والبناء والتعهدات والدهان وغيرها، بدأوا منذ نحو شهر اجتماعات مكثفة من أجل إيصال "الظلم الذي يلحق بنا نتيجة منافسة العمال السوريين في البلدة"، وفق رئيس اللجنة عباس العابد (دهان). ويلفت العابد في حديث إلى "المدن"، إلى أن الحملة ليست لتوقيف العمال السوريين عن العمل، "بل جعلهم يعملون تحت امرة اللبنانيين بشكل منظم، وألا يطمعوا بالأجور".

أما زميله حسين نورالدين فيقول: "المشكلة وصلت إلى تهديد معيشة أولادي". ولدى الإشارة إلى أن العمال السوريين كانوا موجودين قبل الأزمة السورية، يقول نورالدين إنهم كانوا "تحت إيدينا. لكن، بعد الأزمة صاروا متعهداً يضارب علينا ويأخذ كل شيء منا".

ويشير رئيس اللجنة إلى أن رفع اليافطات جاء بعد عرضهم المشكلة على البلدية، ومن ثم توقيع عريضة احتجاج. ويعد العابد بمزيد من التحركات، منها التظاهر أمام مبنى محافظة النبطية وتقديم شكوى لدائرة وزارة العمل في المنطقة. وقد يصل بهم الأمر إلى التظاهر أمام وزارة العمل.

العمال السوريون: يا رب السترة
"بدنا نشتغل علينا ديون"، يجيب بغصة عامل البناء صالح محمود، لدى سؤاله عن هذه اليافطات. "العمال اللبنانيون في البلدة يلاحقوننا بعبارة الأمم المتحدة تعطيكم"، في حين يتقاضى الفرد الواحد شهرياً من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نحو 27 دولاراً. بينما لدى صالح أسرة مكونة من 5 أفراد، فهل ستكفيه 100 دولار لتأمين لقمة العيش وايجار منزله؟

ويصف العامل محمد العلي ما يحصل بأنه إنتهاك لكرامتهم وإذلال. "وهذا ما نرفضه. لو أن الحرب انتهت في سوريا لكنا عدنا. لكن الآن الحيط بالحيط ويا رب السترة".

دور البلدية؟
يرى رئيس بلدية النبطية الفوقا ياسر غندور أن الأزمة القائمة في البلدة تعجز البلدية عن حلها. فهي ليست مجرد يافطات، بل أزمة إقتصادية يعاني منها عمال البلدة منذ بدء المنافسة بينهم وبين اللاجئين السوريين.

ولدى سؤاله عن دور البلدية بنزع هذه اليافطات المهينة، يقول إنه "يمكننا الضغط على العمال، لكنهم أصبحوا يشكلون رأياً عاماً في البلدة، ولا يمكننا أن نكون في موقع المواجهة معهم". ويلفت إلى أنهم حاولوا الضغط على العمال اللبنانيين من أجل إزالة اليافطات، خصوصاً أن هذه الطريقة تضرّ بفكرة تحركهم.

وتلاقي هذه الحملة تعاطفاً لدى أبناء البلدة، في حين أن قلة منهم ترى أنها تحمل توجهات عنصرية مسيئة لصورة البلدة. فالحل في رأيهم "يكمن في تنظيم عمل العمال السوريين وليس منعهم من العمل".

وسط ذلك، يبدو أن الهواء وحده تعاطف مع العمال السوريين، فإقتلع مساء الخميس، في 18 أيار، قسماً كبيراً من اليافطات.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024