الحريري الآن.. في عيون 6 أحزاب

صبحي أمهز

الإثنين 2017/11/13

لم تكن "الصدمة الإيجابية" في الاستقالة التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري، في 4 تشرين الثاني، إنما في ما ألمح إليه من إمكانية التراجع عنها بشرط النأي بلبنان عن أي شأن خارجي. فما مواقف الكتل السياسية مما أعلنه الحريري في مقابلته التلفزيونية، الأحد في 12 تشرين الثاني؟

التيار الوطني الحر
أعرب الرئيس ميشال عون، الاثنين في 13 تشرين الثاني، عن سروره "بإعلان الحريري عن قرب عودته إلى لبنان". وقال إنه ينتظر هذه العودة للبحث "في موضوع الاستقالة وأسبابها وظروفها والمواضيع والهواجس التي تحتاج إلى معالجة". وتوقف عند ما أعلنه الحريري من أن التسوية السياسية لا تزال قائمة.

لكن، موقف التيار الموطني الحر جاء أكثر صرامة من موقف الرئيس. فالنأي بالنفس، الذي ركز عليه الحريري في مقابلته، ردت عليه مصادر في تكتل التغيير والاصلاح، لـ"المركزية"، بالمثل القائل "إذا أردت أن تطاع، فاطلب المستطاع"، معتبرة أن "كل ترجمة واقعية للنأي بالنفس تتطلب سريان المبدأ على الفريقين في لبنان". أضافت المصادر أنه "كما المطلوب منا أن نثني حلفاءنا عن التدخل في الأزمة اليمنية، يجب أن ينأى الفريق الآخر بنفسه عنها. بالنسبة إلينا، نحن مستعدون لبذل كل ما في وسعنا من جهود لعدم الوصول إلى الحائط المسدود".

تيار المستقبل
بالنسبة إلى تيار المستقبل، أثبت الحريري أنه "رجل الدولة الحريص على بلده والباحث عن سبل حمايته"، وفق النائب محمد الحجار، الذي يقول لـ"المدن": "أكد الرئيس الحريري أنه عائد إلى لبنان وأن هناك أسباباً دفعته إلى الاستقالة يجب معالجتها". ويرى الحجار أن "الإطلالتين الأخيرتين لرئيس الحكومة مضمونهما واحد، وترتكزان على النأي بلبنان عن حرائق المنطقة والالتزام بالحياد مع حوار داخلي مع حزب الله".

عين التينة
اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الاثنين، أن "العدول عن الاستقالة فيه عدالة". وهذا ما كررته أوساط عين التينة، قائلة لـ"المدن": "لا نريد الدخول في أي سجال حيال الرئيس الحريري. ولنترك الموضوع يأخذ بعده الوطني، وخير الكلام ما قاله الرئيس بري".

حزب الله
يفضل حزب الله التقنين في الكلام. وتقول مصادره: "اعتاد الحزب ألا يأخذ قرارات متسرعة ولا يمكن في هذه المرحلة معالجة الأمور بالمراسلة. ونحن ننتظر عودة الحريري إلى بيروت لاتخاذ الموقف السليم".

القوات اللبنانية
لا يجد حلفاء الحريري أنه خفّض سقفه السياسي، بل إن تصويب التسوية في نظرهم نقطة اتفاق بين الجميع. ففيما غرد رئيس حزب القوات سمير جعجع، الاثنين، أنه "ما زال من الممكن إنقاذ التسوية السياسية إذا التزمت الحكومة فعلياً وعملياً بسياسة النأي بالنفس، خصوصاً لجهة سحب حزب الله من سوريا ومن أزمات المنطقة"، توضح الأمينة العامة لحزب القوات شانتال سركيس أن الحريري "لم يتغير في موقفه". وتشير إلى أن "أسباب استقالته كانت سياسية من الأساس بسبب الإخلال بالتوازن الذي تسببه سياسات حزب الله". وفي حين أن القوات لم تتفاجأ بمواقفه، فإن الحريري "دحض نظريات الفريق الذي يقول إنه كان تحت الضغط. وخير دليل على ذلك التحية التي وجهها إلى رئيس الجمهورية من الرياض".

جنبلاط
وجه النائب وليد جنبلاط، مساء الأحد، تحية إلى الحريري على موقفه، مؤكداً أنه "رغم كل الصعاب والعقبات والعثرات تبقى يا شيخ سعد رجل التسوية، رجل الحوار، رجل الدولة".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024