إسرائيل: هذا ما تريده السعودية ضد حزب الله

سامي خليفة

السبت 2017/11/11

يُخشى أن يمهد التصعيد في لبنان الطريق لإسرائيل لضرب حزب الله. لكن، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي قال في خطابه، الجمعة في 10 تشرين الثاني، إن "السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان وعرضت تقديم عشرات مليارات الدولارات مقابل ذلك"، حاول وفق صحيفة هآرتس تهدئة جمهوره الغاضب بعد تصعيد السعودية غير المسبوق.

قبل خطاب نصرالله بساعات قليلة، حللت هآرتس التطورات المستجدة. وفي رأيها، فإن الخطة السعودية الكاملة، إن وُجدت، لم يتم الكشف عنها بعد. وقد بدت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري إملاءً سعودياً نابعاً من استيائها من الطريقة التي اضطر فيها إلى التعاون مع حزب الله في الحكومة اللبنانية.

شهد الأسبوع الماضي أحداثاً مهمة داخل السعودية. وفي إسرائيل نشرت وزارة الخارجية ورقة عن موقفها بين السفارات الأجنبية عقب استقالة الحريري، حسبما ذكرت القناة العاشرة. وكان ذلك متطابقاً تماماً مع النسخة السعودية الرسمية للأحداث، التي حمّلت اللوم بشأن الأزمة في لبنان مباشرة لإيران. لذلك، تطرح هآرتس الأسئلة التالية: هل هناك خط واحد يربط بين هذه النقاط؟ وهل هي مرتبطة بالأزمة المتعمدة التي ولدتها السعودية والإمارات ومصر في ما يتعلق بكسر قطر في الصيف الماضي؟ هل هناك صلة بين هذه القضايا والمصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، التي بدأت في غزة في الأسبوع الماضي، بقيادة القاهرة؟ وهل الاعتقاد السائد بين مسؤولي الاستخبارات والباحثين الأكاديميين الإسرائيليين التي تبرر هذه الخطوات بأنها تهدف إلى توطيد نفوذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، قبل نقل السلطة إليه في المستقبل، يعتبر كافياً؟

نشر سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل دان شابيرو مقالاً في هآرتس حاول فيه الاجابة عن هذه الأسئلة. وفي رأيه، فإن نجاة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا يدفع السعوديين إلى محاولة نقل ساحة المعركة مع إيران من سوريا إلى لبنان، في محاولة لجر إسرائيل للقيام بالعمل الذي تريده السعودية. وهذا ما قد يؤدي إلى سلسلة من ردود الأفعال، التي يأمل السعوديون أن تحدث. ويشير شابيرو إلى أن استقالة الحريري ستجبر حزب الله على التعامل مع تداعيات الأزمة السياسية والاقتصادية، وقد يقوم بدوره بتصعيد المواجهة العسكرية مع إسرائيل من أجل توحيد اللبنانيين حوله، محذراً إسرائيل من مناورة السعوديين التي تدفع إلى مواجهة عسكرية سابقة لأوانها.

لكن، شابيرو ليس الوحيد الذي تكلم عن هذا السيناريو. فقد كتب دوف زكهايم، الذي شغل مناصب عليا في البنتاغون خلال إدارة رونالد ريغان، مقالاً هذا الأسبوع في فورين بوليسي، ناقش فيه التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وإسرائيل. واعتبر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان يخططون لشيء ما، يبدو كأنه خطة للضغط على إيران.

لذلك، اقترح على إسرائيل أن تبقى متيقظة في ظل هذه الظروف بالغة الحساسية. إذ أدى نجاح نظام الأسد، وزيادة الحضور الروسي في سوريا، والنفوذ المتزايد لإيران، إلى خلق حالة جديدة وغير واضحة. ولهذا السبب على وجه التحديد، تعتقد الأركان العامة الإسرائيلية أن هناك حاجة لتحديد قواعد اللعبة التي من شأنها الحفاظ على حرية إسرائيل في العملية العسكرية على الجبهة الشمالية. ويخلص زكهايم أن هذه الظروف تزيد بشكل كبير من مخاطر تدهور غير مخطط له نتيجة وقوع حادث محلي خارج نطاق السيطرة. وإذا كانت السعودية تتعمد إزكاء النيران بين الجانبين، فإن ذلك يصبح خطراً ملموساً.

يصر قادة الجيش الإسرائيلي على أن كل عملية يُخطط لها تقوم على معلومات استخبارية دقيقة وتأمل كبير، قبل تقديمها إلى القيادة السياسية للموافقة عليها. مع ذلك، وفق هآرتس، يبدو أن هذه الفترة تعتبر الأكثر توتراً، حتى بالمقارنة مع أحداث السنوات الماضية، بعد الهيجان الذي اجتاح المنطقة منذ الأحداث التي هزت العالم العربي قبل نحو 7 سنوات.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024