هذا ما قاله الحريري للراعي

باسكال بطرس

الثلاثاء 2017/11/14

"رئيس الحكومة سعد الحريري عائد إلى لبنان بأسرع ما يمكن، وأنا أؤيد أسباب الاستقالة". بهذه الخلاصة خرج البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي متوّجاً اللقاء الذي جمعه بالحريري في مقرّ إقامة الراعي في الرياض، الثلاثاء في 14 الثاني، والذي دام نحو نصف ساعة فقط.

مُنع الإعلاميّون الذين رافقوا البطريرك الراعي في زيارته إلى المملكة العربية السعودية من تغطية اللقاء الذي انتظره اللبنانيون باهتمامٍ بالغ، فجرى بعيداً من الإعلام. ووفق مصادر مطّلعة لـ"المدن"، فإنّ اللقاء كان جيداً جداً واتّسم بالصراحة والودّية بين الطرفين، وجرى خلاله التطرّق إلى مجمل التطورات على الساحة اللبنانية، لاسيما ما يتعلق باستقالة الحريري من رئاسة الحكومة وتداعيات هذه الاستقالة ومعضلة العودة إلى لبنان.

وكشفت المصادر أن الحريري شرح للراعي وجهة نظره حيال المخاطر المحدقة بلبنان وما يحيط بالبلد من ظروف سياسية وطائفية، موضحاً بعض المسائل الحسّاسة والحَرجة في الاستقالة التي فاجأت الجميع من دون استثناء، بعدما عمل جاهداً محاولاً تغيير كثير ممّا حصل من تجاوزات.

وكرّر الحريري أن مصلحة لبنان تتجلى في التمسّك بسياسة النأي بالنفس، التي لم تُحترم. بالتالي، شكّلت تهديداً خطيراً للتسوية السياسية. ولم ينفِ الحريري نيّته إعادة إنتاج التسوية وفق شروط محدّدة أهمها التزام الطرف الآخر بمنطق النأي بالنفس وعدم التورط في صراعات المنطقة. ما قد يشكّل حافزاً للتراجع عن الاستقالة. "وهل من تصوّر لعودة قريبة إلى لبنان؟"، سأل الراعي الحريري، فكان جوابه أن عودته محسومة، لكن من دون أن يبلغه بموعد محدد لها، مؤكداً أن المواقف التي سيطلقها بعد عودته من الرياض، والسياسة التي سيمارسها كفيلة بتوضيح ما حمله من السعودية وما عاد به وأي مسار سيسلكه لاحقاً.

وفي هذا السياق، لفتت المصادر الى أن معلومات يتم تداولها في الرياض تتحدث عن احتمال أن يعود الحريري إلى بيروت قبل نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل. وهذا ما أكده الحريري في تغريدة له في تويتر، قائلاً: "يا جماعة أنا بألف خير.. وإن شاء الله أنا راجع هل يومين خلينا نروق. عيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024