كواليس مقابلة الحريري: الرجل الغريب وأمور أخرى

سامي خليفة

الثلاثاء 2017/11/14

شخصت أنظار العالم نحو مقابلة الرئيس سعد الحريري، الأحد في 12 تشرين الثاني، بعد التغطية الصحافية المكثفة لاستقالته الصادمة. وقد حاولت بعض الصحف والمواقع العالمية تحليل هذه المقابلة، وإذا كان قرار استقالته نابعاً فعلاً من إرادته الشخصية.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذكرت أنه من غير المُرجح أن يقتنع الذين تنتابهم شكوك حول وضع الحريري بالمقابلة، التي أجرتها الإعلامية بولا يعقوبيان. إذ لم يُقدم إجاباتٍ واضحة عن سبب إعلان استقالته من السعودية بدلاً من لبنان، ولم يُقدم كذلك أي تفاصيل جديدة عما وصفه قبل 8 أيام بأنَّه مؤامرة للقضاء على حياته.

وبدا الحريري، وفق الصحيفة، شاحباً ومتعباً، وحول عينيه هالات سوداء، وكانت نظراته مُوجهة غالباً إلى جانب الغرفة، كما لو كان ينظر إلى شخص آخر. تضيف أنه على الأغلب لن يقتنع من يخشون أنّ السعودية تضع الحريري تحت ضغط ما، أو حتى تحتجزه- بمن فيهم المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسيون الغربيون وبعض الحلفاء السياسيين للحريري- بأي شيء، إلا إذا عاد إلى لبنان.

وفي المقابلة، لم يفعل الحريري شيئاً يُذكر، وفق أتلانتيك، لتهدئة المخاوف من احتجازه كرهينة من قبل قوة أجنبية تكتب له ما يقول حالياً. من جهتها، اعتبرت مجلة نيويوركر الأميركية أن المقابلة لم تزل الغموض. وقد رفضت بعض القنوات اللبنانية بثها بسبب الاشتباه في أن رئيس الحكومة كان يتحدث تحت الإكراه. وقد اقترح الحريري فيها إعادة النظر في الاستقالة بعد عودته المحتملة، بعد مفاوضات تقبل بها المملكة العربية السعودية. وهذا ما يُعزز فرضية احتجازه.

وبعدما قامت إيران باستخلاص مجموعة من نظريات المؤامرة حول الحريري وإقامته الجبرية في الرياض، وفق ذي ناشيونال الإماراتية، كانت المقابلة كرد على الشائعات وبأن رحيله السريع كان بمثابة "صدمة إيجابية" للنظام السياسي في لبنان وصرخة حقيقية في البلاد. ورغم التهديد الذي تتعرض له حياته، فقد تعهد بالعودة إلى لبنان للتوصل إلى حل.

وقد وصف روبرت فيسك، في صحيفة إندبندنت البريطانية، المقابلة بالغريبة والمقيدة للغاية. وقد كان السعوديون في وضع يسمح لهم بقطع أو تحرير كلمات الحريري الذي لم يبتسم على غير عادته. وقد أدلى الحريري، وفق فيسك، بتعليق غريب للغاية حين قال: "أردت أن أصنع صدمة إيجابية للشعب اللبناني حتى يعرف الناس مدى خطورة الوضع الذي نعيش فيه". لذلك، يسأل فيسك باستهجان كيف اعتقد الحريري أنه يمكن أن "يصدم" لبنان بالاستقالة من الرياض؟

ورأى موقع تايمز أوف إسرائيل أن المقابلة تطرح أسئلة جديدة. ففي لحظة ما أثناء المقابلة كانت عيون الحريري مفتوحة على مصراعيها، وانتقلت إلى الجزء الخلفي من الغرفة. وقد ضبطت الكاميرا رجلاً في الزاوية الخلفية، كان يحمل ما يبدو أنه ورقة وسرعان ما اختفى، لكن ليس قبل أن تعود الكاميرا إلى الحريري الذي كان يحدق باتجاهه بمظهر غاضب. يضيف الموقع أنه بعد خطاب الاستقالة الذي أدلى به الأسبوع الماضي، بدا الحريري حزيناً ومتعباً، الأحد، وشرب الماء مراراً وتكراراً، حتى قال بعد مرور ساعة من المقابلة للمحاورة بأنه مرهق.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024