طرابلس: تحريض ضد الحريري

جنى الدهيبي

الإثنين 2017/03/20

الدافع "المطلبي" في طرابلس بدا واضحاً في تحفيز أوسع فئة من المواطنين ودعوتهم إلى المشاركة في تظاهرة الأحد، في 19 آذار، في ساحة رياض الصلح ببيروت، ولاسيما أن "الغضب الشعبي" من فرض الضرائب بدأ قبل أيام في اعتصامات احتجاجية في المدينة، كانت تحت عنوان "لا للضرائب لاقيني على ساحة النور"، التي دعت إليها حركة تجمع أمان وناشطون مدنيون دفاعاً "عن لقمة عيش أهالي طرابلس الذين يعيش أغلبهم تحت خطّ الفقر بسبب البطالة وانخفاض الأجور، ورفضاً لتمويل السلسلة من جيوب الفقراء بدلاً من وقف الهدر والفساد"، وفق مسؤول الحركة محمد حزوري.

لكن في المقابل، فتح هذا الدافع "المطلبي" الباب على محاولة تسييس التحرك والاستفادة منه من قِبل القوى السياسية في المدينة، على حساب المأزق الذي وُضِع فيه رئيس الحكومة سعد الحريري ومعه تيّار المستقبل، ليُظهر الانقسام الحاد في طرابلس.

فمن جهة، اشتعلت حرب بيانات بين المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والنائب محمد الحجار على خلفية حديث ميقاتي عن السلسلة وسبل تمويلها، ومن جهةٍ أخرى دعا الوزير السابق اللواء أشرف ريفي اللبنانيين ومناصريه إلى أوسع مشاركة في تظاهرة رياض الصلح لرفض الضرائب، وهو ما كان ضمناً موجهاً ضدّ الحريري، خصوصاً أن التحركات الشعبية في طرابلس شهدت توتراً كبيراً بعدما رفع بعض المشاركين صور ريفي وهتفوا بشعارات ضدّ الحريري، مطالبين بإسقاط حكومته.

وانتشرت صباح الأحد أعدادٌ كبيرة من الباصات في ساحة عبدالحميد كرامي، وأُشيع أنّ ريفي أحضرها كي تؤمن النقليات مجاناً لأكبر عددٍ من مناصريه وهم يرفعون الشعارات ضدّ الحريري، لكن مستشاره أسعد بشارة ينفى ذلك ويؤكد أن "أبناء طرابلس نزلوا برغبةٍ شخصية منهم للمطالبة بحقوقهم ووقف الهدر والفساد".

في المقابل، لا ينكر مسؤول المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الأضرار التي انعكست على التيار بعدما "تنصّل الجميع من مسؤوليته وبقي الحريري يواجه وحيداً". يقول لـ"المدن": "جرى ما يشبه تقاطع المصالح بين الأسباب المطلبية والأهداف السياسية، فقد استطاعت الأطراف المناوئة للحريري في طرابلس أن تستغل الحدث لتجيير الوضع إلى مصلحتها في الانتخابات المقبلة. لكن الحريري، وهو في الحكم، يتصرف كرجل دولة وينظر إلى المصلحة العامة رغم الأضرار على المستوى الانتخابي". يضيف: "على الحريري أن يخرج ويتحدث عما جرى بوضوح ويضع القوى السياسية أمام مسؤولياتها على طاولة الحكومة، لأن التخلي عن المسؤولية كان نفاقاً، خصوصاً من المشاركين في الحكومة الذين ساهموا في وضع الموازنة".

وعن نزول الحريري إلى المتظاهرين يعتبر علوش أنّه "كان تصرفاً شجاعاً رغم الأخطار المباشرة والمعنوية. والوصول إلى مرحلة الشغب هو جزء من السيناريو الذي يُحاك في كلّ مرّة ضدّ المصالح الشعبية".

تزامناً مع الحراك الشعبي في بيروت، دعا مناصرو ريفي إلى تحركٍ احتجاجي في العبدة في عكار ضدّ فرض الضرائب والحكومة. وكان مناصرو تيار المستقبل قد دعوا، مساء الأحد، إلى اعتصامات في المنية وطرابلس وعكار تضامناً مع الحريري واستنكاراً للهجوم الذي تعرض له.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024