المستشرق الروسي مالاشنكو لـ"المدن": حزب الله حزبان

بسام مقداد

الخميس 2017/03/23

نشرت صحيفة إزفستيا الروسية، الجمعة في 17 آذار، مقالة بعنوان "العسكريون الروس يضعون حزب الله تحت المراقبة"، قالت فيها إن لقاء أستانة الأخير بدأ بتنسيق آلية سحب الفصائل الشيعية من سوريا.

وبعد فشل "المدن" في التواصل مع "إزفستيا" في موسكو، للتحدث إلى كاتب المقالة نيكولاي سوركوف، اتصلت بالمستشرق الروسي المتخصص في الشؤون الإسلامية والنائب السابق في مجلس الدوما عن حزب الرئيس فلاديمير بوتين، ألكسي مالاشنكو، للوقوف على رأيه في ما نشرته إزفستيا.

يقول مالاشنكو، رداً على سؤال كيف يمكن لحزب الله وغيره من الفصائل الشيعية أن يقبل بالإنسحاب من سوريا بعد كل الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها، إن حزب الله ليس واحداً، إذ يوجد حزب الله السياسي وحزب الله الراديكالي المتطرف. وثمة توجهان عند حزب الله: الأول هو أن يصبح القوة السياسية الرئيسية في لبنان، وهو ما عليه الحزب الآن، والتوجه الثاني هو أن يواصل العمليات العسكرية في سوريا.

ويعتقد مالاشنكو أن حزب الله، عاجلاً أم آجلاً، سينقسم، بل هو قد انقسم. إذ إنه يضم أناساً وأهدافاً مختلفة. أما في ما يتعلق بروسيا، فيعتقد أنها لا تستطيع أن تمارس تأثيراً فعلياً حاسماً على حزب الله، بل بوسعها أن تتحدث إليه وأن تعمل على إقناعه. لكن حزب الله، إن خرج من الحرب في سوريا، لن يكون حزب الله، بل سيكون شيئاً آخر، إذ إن ذلك القسم الراديكالي منه قد نشأ على الحرب ويجيد القتال جيداً، وروسيا معنية، بالطبع، بالحزب بوصفه قوة عسكرية قوية تدعم الرئيس السوري بشار الأسد. لكن من جهة ثانية، حزب الله يزعج روسيا، لأن القسم الذي يحارب في سوريا هو "إرهابي" ويسيئ إلى سمعة روسيا.

ورداً على القول إن انسحاب حزب الله من سوريا يعني كثيراً بالنسبة إلى الأسد، كونه قوة عسكرية تدعمه وكفوءة جداً، يقول مالاشنكو إن الأسد كان بوده لو ينسحب حزب الله من سوريا، لكن إذا انسحب سيضعف الأسد. ويشير مالاشنكو إلى أنه ليس هناك قرار واحد ووحيد، وليس الأمر أسود أو أبيض، فمن دون حزب الله سيكون وضع الأسد صعباً جداً.

وحول استخدام روسيا وحزب الله الحجة نفسها لتبرير ذهابهما إلى سوريا لمقاتلة الإرهاب قبل أن يصل إليهما، يقول مالاشنكو إن "الإرهابيين" الشيعة اللبنانيين يقاتلون، بمساعدة إيران، الإرهاب السني، وليس لروسيا خيار، بل هي تدعم حزب الله ضد الدولة الإسلامية. "لكن لو سألت أحداً في وزارة الدفاع الروسية عن الفرق بين السنة والشيعة، فلن تلقى جواباً، لأن أحداً لا يعرف ذلك".

وحين سألناه، إذا ما كان علينا أن نصدق ما ورد في الصحيفة، التي تؤكد أن الأمر تم التوافق عليه في أستانة، قال إنه ليس ممن يصدقون إزفستيا كثيراً. أما مَن تخدم هذه المعلومة، فقال إن ثمة عنواناً رسمياً كبيراً في موسكو، هو أن على روسيا أن تثّبت أقدامها في الشرق الأوسط وأنها دولة عظمى. وقال إن الأمر عينه يجري الآن في ليبيا، حيث تتبع روسيا المنطق عينه، بغض النظر عن التغيرات التى طرأت في العالم في ظل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024